الثلاثاء، 26 يناير 2021

هيكل الرّاشدي : شهيــد الـوطن والشعب الكادح

 


   هذا الشاب اسمه هيكل الراشدي هو من مدينة كانت في زمن ما عاصمة البلاد التونسية، آثارها الكثيرة تدل عليها، أضحت الان عنوان بؤس وشقاء وكفاح في نفس الوقت، هي سبيطلة أو كما سماها العرب سفيطلة فقد دخلها العبادلة السبعة يتقدمهم عبد الله بن أبي سرح كما هو وارد في السردية الاسلامية وكان يومها ملكها جرجير أو غريغوري البيزنطي، قبل ان تأتي حملات وحملات فماتت كعاصمة وخلفتها القيروان ثم المهدية فتونس الحالية فقد انتقلت العواصم من الدواخل الى السواحل وأضحى شبابها المعدم كما قال وزير دفاع تونس قبل أيام ضيفا على المدن الساحلية أو ببساطة علفا للأسماك في المتوسط .

   في سبيطلة قرر الشباب الانتفاض ومنهم هيكل الذي أصابته قذيفة غاز مسيل للدموع في الرأس فكان استشهاده بعد أيام من المعاناة، هو ليس الأول الذي يستشهد بهذه الطريقة ولن يكون الاخير فمسيرة كفاح التونسيات والتونسيين من أجل الحرية والثروة لا تزال طويلة .

   كان بإمكان هيكل أن يكون ارهابيا بسلاح في جبال القصرين البعيدة عنه بضع امتار، ولكنه اختار صف الشعب في الكفاح ممنيا النفس بعمل كريم وبيت وزوجة وأبناء فقصفوا حلمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق