الاثنين، 1 يونيو 2020

سلامــا "بـوحْميــــد" ‏


    في 7 جوان 2003 ودّع الكادحون المناضل أحمد بن عثمان اليوسفي في بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد.
   وقد تمّ وقتها تنظيم أربعينية وفاته التي حضرها عدد هام من المناضلين الذين تداول بعضهم على الكلمة أمام قبر الفقيد وبالمناسبة نفسها كتب الرفيق فريد العليبي البطاقة التّالية مودّعا رفيقه تحت عنوان*:

في أربعينية المناضل أحمد بن عثمان اليوسفي 

 سلاما " بوحميد "

   لماذا تموت النجوم وهي لا تزال متلألئة في السّماء ؟ ألا يحتاج هذا المكان إلى شمعة نوقدها حتى نبدد ما يلفه من ظلام ؟ هو الموت حق لا ريب فيه... لا نعرف ما إذا كنا نسير إليه أم يسير الينا ولكننا نعرف أنه لن يلتقينا ولن نلتقيه.... بعد ثلاثين عاما نلتقى اللقاء الأخير... الصمت يلف المكان... وحدها سنابل قمح أنت زرعتها كانت تتكلم ...ها أنت تمضى قبل الأوان ... ويتواصل الحرث و الزرع و الجني في كل آن.... هى لعبة أزمنة تتالى. الزهرتان اشراق و مهند تستقبلان كل نهار جديد بأغان عربية و تودعانه بأحلام أممية ...وتونس التي في الرأس تتراءى لهما نجما متوهجا قادما من بعيد ... و نور الشمس ...تلك الشمس التى منحتك الدفْ لسنوات عشر ستظل تسأل لماذا كان الفراق سريعا ؟ هو نهر الحياة يرسل ألحانه الهادرة، ومن قمم عرباط وقبرار وبوهدمة يأتيك صداها المهيب : الصيد لصفر عمّر لجبال وطالب حقو باستقلال(1) ويا شهيد ينوح ويشوّر على رفاقه(2).

    أغاني الوطن والحرية سنظل نغنيها لك على ضفاف المتوسط صيفا وجنبات واد اللبن شتاء، وعندما تهب العواصف وترعد السماء وتتصاعد ألسنة اللهب سنسمعك من جديد أغانينا. الجو رطب وبارد وأشجار اللوز والزيتون الموزعة هنا وهناك حفيف أوراقها يخاطب صمتك الابدي يناديك : انهض. الجو حار وقائظ فلتستظل بلحاف التراب ... لا ماء ولا هواء بين يديك ... والناس جميعهم ذهبوا وأنت وحدك ترقب سحر السّـراب.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-  أغنية كانت تُردّد في الجنوب التونسي خلال الخمسينات من القرن الماضي تمجيدا للمناضل الازهر الشرايطي أحد القادة البارزين للمقاومين الثائرين على المستعمر الفرنسي.

2-  مقطع من أغنية شهيرة كان يردّدها الطلبة التونسيون خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

نشرت هذه البطاقة في جريدة الشعب التونسية بتاريخ 12 جويلية 2003

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق