الأربعاء، 21 أبريل 2021

بعد التجارة بالدين، الرجعية الدينية تتاجر بـ"الثورة" و"الدستور" ‏و"الشعب" ‏‎!‎

    قال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني إن الحركة في مشاورات مع أحزاب ومنظمات من أجل إعلان موقف "وطني" دفاعا عن "الثورة" وعن الدستور.

   هذا التصريح ورد خلال استضافته في إحدى الإذاعات يوم الأربعاء 21 أفريل 2021. وهو يؤكّد انّ حركة النّهضة تلجا إلى استعمال عبارات "الثورة" و"الدستور" وأيضا الشعب والوطن في محاولة منها للظهور كوصيّ عنها وحام لها في مقابل الخطر الذي يهدّدها والذي يتأتّى حسب زعمها من رئيس الدّولة.

   غير أنّ الشّعب يدرك أنّ الآلام وحالة البؤس الاجتماعي التي يتخبّط فيها هي في جزء كبير منها ناتجة مباشرة عن السياسة اللاشعبيّة للرّجعيّة الدّينيّة (النهضة ومشتقاتها) ولحلفائها من الرجعية الليبرالية. كما يدرك الشعب انّ الوطن صار مجرّد عنوان للمزايدة به من قبل هذه الرّجعيّة التي لا تؤمن لا بالوطن ولا بالشعب. امّا عن "الثورة" و"الدستور"، فالجميع يعلم عن أي ثورة تتحدث النهضة ومن والاها، إنّها "الثورة المضادّة" ممثلة في مسار "الانتقال الديمقراطي"، وهو المشروع الرجعي المعادي لانتفاضة الشعب الذي تقف وراءه قوى استعمارية عالميّة وأخرى رجعيّة اقليميّة والذي انخرطت فيه هذه الحركة من اجل الوصول إلى السلطة وإنجاز ذلك "الدّستور" الذي تدافع عنه.

   ويفسّر اللّجوء إلى استخدام هذه العبارات حالة الارتباك والذّعر التي أصبحت تتخبّط فيها الرجعية الدينية بسبب الفراغ الذي أصبح يحيط بها نتيجة افتضاح مخاتلاتها وفشل سياساتها وهو ما يظهر الآن في الازمة الشاملة في البلاد وما أزمة الحكم المستمرّة إلاّ دليل على ذلك. كما أنّ ما يجري الآن من تحوّلات إقليمية وعالميّة في خارطة التحالفات والصّراعات أصبح يهدّد هذه الرّجعيّة ليس في الحفاظ على السلطة فقط وإنّما أيضا في وجودها. ولذلك تلجأ هذه الرّجعيّة إلى استعمال كلّ أسلحتها المتاحة حاليّا معتمدة كالعادة أسلوب المخاتلة، فبعد المخاتلة الدينية ترفع عناوين "الثورة" و"الدستور" و"الشعب" و"الوطن"، لتجييش الشارع ضدّ خصمها في الحكم، رئيس الدّولة، معتبرة إياه الخطر الوحيد الذي يهدّد كلّ هذه العناوين. لكنّ هذه الأسلحة لن تنجح في بثّ أكاذيبها مرّة أخرى ولن تنطلي على الشعب.   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق