تونس: المجزرة متواصلة

    العجوز خيرة التي تمّ نقلها إلى المستشفى على كريطة فقدت حياتها... 

  بالأمس (21 جوان 2021) ارتفع عدد الوفيات بسبب كورونا، حسب الإحصائيات الرسمية، إلى 105 وارتفعت نسبة المصابين من بين التحاليل المجراة إلى أكثر من 31 بالمائة.

   مقابل هذه المجزرة، وزارة الصحّة تتّخذ القرارات التالية لمجابهة الكارثة: تركيز مستشفى ميداني بباجة، فتح 18 مركز تلقيح جديد، تركيز قاعدة بيانات مفتوحة للتلقيح وتخصيص تطبيقة لوضع الملفات الطبية الخاصة. 

   إنّ من يتابع المأساة التي يعيشها المجتمع اليوم على المستوى الصحّي حيث يواجه الشعب الأعزل هذا الوباء المتوحّش الذي اطلق له المسؤولون العنان ليفتك بكادحي وكادحات هذا البلد من خلال سياساتهم يكتشف أنّ البلاد تحوّلت إلى مجزرة، بينما إذا ما تمعّن في القرارات التي يتّخذها هؤلاء المسؤولون فإنّه سرعان ما يطلق عليها اسم المسخرة، وهي مسخرة فعلا تؤكّد أنّ من اتّخذها لا يدرك هذا الواقع الكارثي !!! فواقع الشعب في واد وقراراتهم في واد آخر.

   إنّ من جعل العجوز خيرة تفقد حياتها هي هذه الدّولة التي ليس من أولوياتها الاهتمام بصحّة المفقّرين والمهمّشين، فخيرة وغيرها ممّن رحلوا بسبب سياسات القتل الممنهج هم خارج دائرة اهتمام أولئك المسؤولين الذين يذرفون دموع التماسيح ويعبّرون عن مشاعر مصطنعة أمام اجهزة الإعلام بل إنّ فقدانهم لحياتهم هو نتيجة لقرارات أولئك المسؤولين الذين لم يكن همّهم منذ بداية تفشي الجائحة في البلاد غير التفكير في كيفية تحصيل الأرباح.