الاثنين، 21 يونيو 2021

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة


   تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات واشباهها حيث تعمل الانظمة القائمة على تزيين صورها وتلميعها بألوان "الديمقراطية" فقط من خلال عمليّة الانتخابات، وقد اكتشفت الشعوب انّ تلك العمليّة هي مسرحيّة مفتعلة يرفع أبطالها شعارات ويقدّمون وعودا ويمارسون خلالها شتّى أشكال التزوير من أجل الحفاظ على نفس الانظمة القائمة وبالتالي استدامة كلّ أشكال الاضطهاد والاستغلال الممارسة على الكادحين والكادحات في تلك البلدان. بل إنّ نفس الظاهرة غزت العالم الرأسمالي الامبريالي، حيث ارتفعت نسبة المقاطعين للانتخابات في عديد الدّول بعد قرون من الديمقراطية التي اكتشفت من خلالها الطّبقات الكادحة انّها لا تعبّر في نهاية الامر إلاّ عن دكتاتوريّة الطبقة البرجوازيّة حيث لا تمكّن الانتخابات سوى احزاب تلك الطبقة من الوصول إلى الحكم حتّى وإن ادّعت بعض تلك الاحزاب انّها اشتراكية أو شيوعيّة وأنّها تمثّل الطبقة العاملة.

وقد تعمّقت ظاهرة مقاطعة الانتخابات في السنوات الأخيرة، سواءً في الصنف الاوّل من البلدان او في الصنف الثاني، وأتت الانتخابات التي وقعت في الأيابيع الأخيرة لتؤكّد ذلك. ففي الجزائر، لم تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي وقعت يوم 12 جوان 30.2 بالمائة، وفي إيران لم يصوّت في الانتخابات الرئاسية التي وقعت يوم 18 جوان أكثر من نصف المنتخبين حسب المصادر الرسميّة بينما أكّدت مصادر معارضة أنّ نسبة المصوّتين في حدود 10 بالمائة، وفي فرنسا، عرفت الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي جرت الاحد 20 جوان 2021 مقاطعة كبيرة من قبل الناخبين، حيث بلغت نسبة الامتناع عن التصويت حوالي 68 بالمئة وهي أكبر نسبة مقاطعة تعرفها فرنسا منذ سنوات عديدة.

  هذه المقاطعة الشعبيّة للانتخابات، والتي يطلق عليها البعض الامتناع او العزوف.. وسواءً كانت واعية ومنظّمة ونشيطة أو عكس ذلك، فإنّها تؤكّد حقيقة واحدة وهي أنّ الشعوب قد اكتشفت زيف هذه الديمقراطية البرجوازية في مختلف أرجاء العالم بما انّها لا يمكن ان تغيّر في واقع الشعوب والامم والطبقات المضطهدة وانّ هناك طريقا آخر للتغيير هو طريق الثّورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق