الأحد، 11 يوليو 2021

بيان أممي مشترك دعما لفلسطين


   تتطلب الأحداث الأخيرة في فلسطين المرتبطة بالعنف الاستعماري الإسرائيلي في المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح في القدس، دعمًا دوليًا أكبر للقضية الفلسطينية بجميع الأشكال الممكنة والضرورية.

   لقد أصبح كفاح الشعب الفلسطيني رمزا للمقاومة ضد القمع والظلم الاستعماريين لجميع شعوب العالم. وبعد أكثر من سبعة عقود من قيام "الدولة" الصهيونية الاستعمارية التي زرعت في فلسطين بمساعدة الإمبريالية من أجل السيطرة على ما يسمّى الشرق الأوسط، فإن النضال من أجل تقرير المصير الوطني للشعب الفلسطيني لم يتوقف أبدًا.

   لم تنجح السياسة الاستعمارية القاسية المتمثلة في الطرد القسري، ومصادرة الأراضي الزراعية والمنازل، والسجن التعسفي حتى للقصّر، وبناء الجدران، واستحالة الوصول إلى الموارد المائية، والمجازر والحروب، في فرض الاستسلام على الفلسطينيين، بل انها على العكس أدت الى ولادة أجيال جديدة من الوطنيين المقاتلين.

   تهدف إسرائيل إلى محو فلسطين من الخريطة والقضاء على الفلسطينيين باعتماد الأساليب النازية، مثل توفير اللقاحات حصريا لليهود واستثناء الفلسطينيين، مما يؤدي إلى إبادة جماعية مخطط لها.

   في هذا السياق العام، وخلال المرحلة الأخيرة من الأزمة السياسية الداخلية الإسرائيلية التي أعقبت الانتخابات، هاجمت الحكومة المنتهية ولايتها، خلال شهر رمضان المقدس عند المسلمين، عدة مرات المؤمنين الذين يصلون في ساحات المساجد بينما كانت عصابات المستوطنين الصهاينة تعتدي على حي الشيخ جراح في القدس قبل القرار المحتمل بطرد عائلات من منازلها لصالح المستوطنين أنفسهم. لكن كفاح ومقاومة عائلات حي الشيخ جراح المتحدة مع كفاح المؤمنين المصلين في باحة الأقصى أشعل السهل مرة أخرى!

   وبالفعل، فإن قمع هذه المظاهرة أثار الغضب والسخط في أطراف فلسطين الأربعة وفي العالم كله: ففي كثير من البلدان كانت هناك مظاهرات تضامن، في تونس والعراق واليمن، ومن قبل عمال الرصيف في إيطاليا وإسبانيا، وقاطعت جنوب إفريقيا عمليات تحميل وتفريغ السفن الإسرائيلية. وتجاوز متظاهرون أردنيون خطوط الشرطة واقتحموا الضفة الغربية، في حدث غير مسبوق، لتقديم العون للمتظاهرين في القدس. وأخيرًا، في 18 ماي / أيار 2021، أدّى إضراب عام تاريخي إلى شل فلسطين بالكامل. كل هذا بينما كانت قوات المقاومة المسلحة العاملة في غزة، بعد أن وجهت إنذارا لإسرائيل لوقف العنف ضد المتظاهرين، قد بدأت في نهاية الأمر بضرب إسرائيل بالصواريخ بشكل متواصل.

إنّ الموقّعين على هذا البيان:

*   يحيّون بفخر كفاح النساء والشباب والشعب الفلسطيني قاطبة في جميع المدن والقرى : من غزة إلى الضفة الغربية وعبر الأراضي المحتلة الفلسطينية وفي المدن ذات الأغلبية الإسرائيلية، حيث المظاهرات واختراق الحواجز، وتبادل إطلاق النار مع الغزاة. وفي كل هذه المعارك الأخيرة، كانت النساء حاضرات في جميع جبهات الكفاح، في المظاهرات والإضرابات العامة والمقاومة المسلحة.

*   يجب تأكيد أنّ النضال التحرري ضد الاستعمار لا يمكن أن يتم إلا بكفاح الشعوب المسلح، وهو ما أثبته بالفعل وعلى نطاق واسع تاريخ نضال الشعوب. لهذا نوجه التحية إلى المقاومة التي شهدت تطورا مهما في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الأخيرـ لقد تم تنظيم تلك المقاومة من خلال غرفة عمليات عسكرية مشتركة مكونة من 12 منظمة مقاومة.

ويندد الموقعون :

*   بالتعاون الشهير المحزن بين فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية من جهة والكيان الصهيوني من جهة ثانية والذي يستمر منذ عام 1993 مع اتفاقيات أوسلو الاستسلامية (التي تعترف بشرعية المحتل) وأدّت مؤخرًا إلى موجة من الاعتقالات ضد المعارضين السياسيين في فلسطين.

*   بخيانة الدول العربية، حيث تعمل الأنظمة الرجعية، بلا استثناء، على خدمة الإمبريالية، وتدير ظهرها لعقود من الزمن للقضية الفلسطينية، بدءًا من أولئك الذين قاموا رسميًا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمباركة أمريكية.

*   بتواطؤ البلدان الإمبريالية التي تلتقي فيها كل القوى الممثلة للبرجوازية الإمبريالية لدعم إسرائيل "من أقصى اليمين إلى ما يسمى بـ "اليسار".

   في هذه المرحلة، ندعم قوى المقاومة على الأرض، لكننا في الوقت نفسه نعبّر عن الحاجة إلى خط استراتيجي جديد لقيادة الكفاح في فلسطين: طريق الحرب الشعبية طويلة الأمد بقيادة ماركسية لينينية ثورية. الحزب الشيوعي الماوي في فلسطين الذي يوجه بوعي واستراتيجيا كفاحية نضال الجماهير المستمر والمنتشر بكافة أشكاله (إضرابات، عمليات مسلحة، أنشطة سياسية، إلخ) بهدف الخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه القضية الفلسطينية، جراء التأثير السلبي لبعض الرجعيين والأيديولوجيات الرجعية التي وضعت يدها على المقاومة كالإسلام السياسي والاصلاحية المسلحة البرجوازية الصغيرة السكتارية.

   ومثلما استلهمت شعوب العالم خلال عقود من الزمن الدروس من عزيمة الفلسطينيين واصرارهم على الكفاح، يجب على الفلسطينيين استلهام الدروس من التجارب الثورية الأكثر تقدمًا اليوم في العالم: الحروب الشعبية في الهند والفلبين، ثورات الديمقراطية الجديدة في سيرها نحو الاشتراكية التي تعول حصريًا على القوة اللامتناهية لشعوبها وعلى نضال الشعوب والبروليتاريا في العالم.

عاش النضال البطولي للشعب الفلسطيني !

فلسطين حرة موحدة ومستقلة من النهر الى البحر !

إلى الامام نحو الحرب الشعبية في خدمة كفاح التحرير الوطني وثورة الديمقراطية الجديدة !

عاش التضامن الأممي بين الشعوب، عاشت الأممية البروليتارية !

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

حزب الكادحين ـ تونس .

الحزب الشيوعي في النيبال ( الثوري الماوي ).

الحزب الشيوعي في تركيا ـ الماركسي اللينيني  (TKP-ML)

الحزب الشيوعي الماوي ـ إيطاليا .

حزب العمال ( الماركسي اللينيني ) ـ اسبانيا .

صوت العمال ـ ماليزيا .

6 جويلية 2021 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق