الأحد، 1 أغسطس 2021

حتم : الحركة اليسارية التونسية المتحدة

 

   في أول ماي صدر نداء يدعو اليساريين التونسيين الى الانتظام بغض النظر عن انتماءاتهم الحربية او استقلاليتهم التنظيمية، وقد وقع عليه قرابة 100 مناضل ومناضلة، وتكونت في الاثناء مجموعات للتفكير والعمل في مناطق مختلفة، اليوم يصدر البيان التأسيسي للحركة اليسارية التونسية المتحدة : حتم، وهو ما يمثل خطوة على طريق تنظيم قوى تونس الحية كلها في معركتها من اجل الحرية والتقدم والتنوير والاشتراكية وكل القيم الثورية .

 تحية لحركة حتم وكل التوفيق لمناضلاتها ومناضليها، تونس الغد ستكون أفضل وهي تسير بخطى ثابتة نحو ذلك .

الحركة اليسارية التونسية المتحدة ( حـــتــم )

تونس 30 جويلية 2021.

البيان التأسيسي

   واجه شعبنا منذ اندلاع انتفاضته في 17 ديسمبر 2010 على الصعيد الموضوعي سلسلة من المؤامرات الهادفة إلى الالتفاف على مسيرته الثورية ومواصلة إخضاعه إلى القوى الإمبريالية ووكلائها المحليين، وذلك من خلال الحكومات المتعاقبة التي تقاسمت عبرها الأطراف الرجعية السلطة. وقد كان ذلك سببا في تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والبيئية بالبلاد التي انتفض الشعب من اجل حلها، فتردت الأوضاع على جميع المستويات ومن مظاهرها النهب الخارجي وتفاقم المديونية وارتفاع الأسعار وتفشي البطالة ونسف المكاسب الاجتماعية الجزئية والتمييز الطبقي والجهوي وانتشار الفقر والانتحار والهجرة السرية والتلوث البيئي والإرهاب والاغتيالات السياسية والتضييق على الحريات العامة والفردية. ومما زاد الوضع ترديا تشتت القوى اليسارية أفرادا وجماعات .

كما إن أسباب هذا الاغتيال لحلم التغيير وخنق طموح الشعب إلى التحرر الوطني والديمقراطية الشعبية يجد تفسيره على الصعيد الذاتي في سلسلة من الأخطاء والمساومات التي انجرت إليها قوى يسارية، ومنها:

أولا: التهافت على المواقع بأي ثمن، بما في ذلك التخلي التام عن الطريق الثوري خاصة خلال المواعيد الانتخابية.

ثانيا: التنكر للشعار الرئيسي للانتفاضة: "الشعب يريد إسقاط النظام"، والذي يعني القطيعة مع النظام القائم بكل الأبعاد الثورية للقطيعة، أي على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبدلا عن ذلك انتهجت القوى التي خططت منذ البداية لحرف لانتفاضة عن مسارها، طريق المهادنة و التسليم بالأمر الواقع المفروض عالميا بكل اختياراته المعادية لمصالح الجماهير الشعبية.

وعلى الرغم من ذلك واصلت جماهير الشعب مقاومتها للسياسات الاقتصادية والاجتماعية المعادية لمصالحها عبر الاعتصامات والإضرابات القطاعيّة والإضرابات العامّة والانتفاضات ومقـاطعة الانتخابات. وقد شملت هذه المقـاومة طيلة السنوات الأخيرة مناطق عدّة في مدن البلاد وقـراها وقدّمت خلالها الجماهير عديد التضحيات في سبيل دفاعها عن مطالبها الأساسية.ووصلت يوم 25 جويلية 2021 الى قطع خطوة مهمة في الكفاح ضد سلطة الإسلام السياسي وحلفائه مطالبة بحل البرلمان ومحاسبة المتآمرين والفاسدين وهو ما استجابت له رئاسة الجمهورية بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن كل نوابه واقالة رئيس الحكومة .

وتأكيدا منها على مواصلة المقاومة الثورية للسياسات الرجعية والاستعمارية، وتجسيدا للتصميم على الكفاح من أجل التحرر الوطني و الاشتراكية تم تأسيس الحركة اليسارية التونسية المتحدة على قاعدة المبادئ التالية :

1 الحركة إطار سياسي ملتزم بمواصلة المقاومة الشعبية في أبعادها الثورية من أجل إرساء سلطة الديمقراطية الشعبية في إطار تجذير مسار الانتفاضة لتحقيق الشعار الرئيسي الذي رفعته الجماهير: "الشعب يريد إسقاط النظام". وهذا الشعار المركزي يلخص الهدف المرحلي الذي لم تتوصل الطبقات الشعبية بعد إلى تحقيقه .

2. إن كل الانتخابات السياسية الرسمية التي عرفتها تونس حتى الان كانت انتخابات شكلية ووسيلة للرجعيّة للالتفاف على المسار الثّوري، وهي لا تعبّر عن إرادة الشعب بسبب خضوعها الى المال السياسي والإعلام الفاسد ولما اتسمت به من خلط بين الدين والسياسة وتزوير للتزكيات وتدخل المراكز الرجعية العربية والعالمية ومقاطعة اغلب الناخبين لها. وما أفرزته هذه "الانتخابات" لا علاقة له بمطالب المنتفضين، إذ أن النظام السياسي قد ظل على حاله مما يفقده الشرعيتين الشعبية والقانونية وبالتالي فان الشعب غير ملزم بسائر الاتفاقيات التي أبرمتها السلطة مع الدول الأخرى في ظلها، ومنها بالخصوص الديون التي حصلت عليها. وقد كانت هذه الانتخابات مجرّد وسيلة استغلّتها الحكومات المتعاقبة لتشريع تواصل الفساد المالي وتفقير الشعب وانتشار الإرهـاب وتهريب السّلاح .

3. مناهضة كل التسويات المشبوهة التي أدت إلى المحافظة على المنظومة القديمة وترسيخها، وخاصة التفريط في محاسبة مسؤولي النظام ورموزه، وأيضا عدم محاسبة المتواطئين في الانقلابات والمؤامرات السابقة.

4. رفض ما يسمى بالحوار الوطني في نسخته الأولى وكل المسارات والهيئات التي انبثقت عنه كما رفض الدعوة الى الحوار الوطني في نسخته الثانية والدعوة الى حوار وطني شعبي من خلال مؤتمر يجمع سائر الوى الوطنية الثورية من أحزاب ومنظمات وشخصيات وطنية وغيرها.

6. المرحلة الحالية التي تمر بها تونس ليست مرحلة انتقال ديمقراطي كما تروّج لذلك الرّجعيّة. وبالتالي فإن مواصلة المقاومة من أجل تحقيق استقلال تونس الفعلي وإنجاز الإصلاح الزراعي يمثل المهمة المركزية التي يجب إنجازها كشرط لتحقيق الديمقراطية الشعبية البديل الحقيقي للديمقراطية الليبرالية .

7. إنّ الاستقطاب الحالي في الساحة السياسية بين الدستوريين والاخوان المسلمين هو استقطاب رجعي يطمس التناقض الحقيقي بين الشعب وقواه الوطنية المناضلة من جهة والقوى الاستعمارية ووكلائها المحليين من جهة ثانية والتناقض الرئيسي هو بين الشعب من جهة والامبريالية واعوانها المحليين من جهة ثانية .

8. النضال من أجل بناء اقتصاد وطني مستقل عن الدّوائر الإمبريالية يحقق سيادة الشعب على ثروات البلاد ويضمن التنمية الفعلية لكل الجهات ويقوم على التوزيع العادل للثروة بما يكفل تلبية الحاجات الأساسية المادية والمعنوية للشعب. وفي ذلك ضمان لحق الشعب حاضرا ومستقبلا في بيئة متوازنة وسليمة وتنمية فعلية وفي محيط طبيعي ملائم للصحّة وخال من النفايات ومقاومة التلوث والتركيز على الطاقات المتجددة.

9. تعمل الحركة على بناء مقاومة شعبية جماهيرية واعية ومنظمة تستهدف بناء نظام ديمقراطي شعبي يكرّس الاستقلال الفعلي للبلاد، ويضمن الحريات العامة و الفردية وعلى رأسها حرية الرأي والضمير والإبداع والتعبير والصحافة والإعلام والنشر وحرية التنظم والتنقل والاحتجاج والتظاهر والإضراب، ويوفر الشروط المادية لممارستها، ويحقق المساواة التامة والفعلية بين المرأة والرجل ويقر تكافؤ الفرص بينهما في كل الميادين والمجالات، ويفصل بين الشأن الديني والشأن السياسي ويضمن حرية المعتقد وحريّة ممارسة الشعائر الدينية ويتصدى لكلّ شكل من أشكال التوظيف السياسي للدين ولدور العبادة والمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية ومؤسسات العمل الاجتماعي واستغلالها لأغراض فئوية أو حزبية.

10. العمل على ضمان الحقوق الأساسية في الشغل والسكن اللائق والتعليم العمومي المجاني والإجباري والعلاج المجاني والنقل المريح.

11. النضال من أجل إرساء ثقافة وطنية ، إنسانية عقلانية تنويرية منحازة الى قضايا التقدّم والعدالة الاجتماعية ومنغرسة في القيم التقدمية التي يزخر بها التراث الثقافي العربي ومنفتحة على الثقافات الأخرى حتى تتساوى في الانتفاع بها كل فئات الشعب دونما تفرقة أو تمييز .

12. المساهمة في نضال الامة العربية المضطهدة ومنها كفاح الشعب العربي الفلسطيني من أجل تحرير أرضـه وتجريم كل أشكال التّطبيع مع الكيان الصّهيوني.

13. دعم حركات التحرّر الـوطني والاشتراكية في الوطن العربي والعالم والتصدي للتدخل الامبريالي.

14. العمل على تحقيق الوحدة العربية في إطار مقاومة الامبريالية والصهيونية والرجعية ومنها التيارات الطائفية التكفيرية والانعزالية .

15 ( حتم )، إطار مفتوح أمام كل اليساريين التونسيين على أساس الالتزام بالمبادئ العامة المنصوص عليها في هذه الوثيقة ، ، فضلا عن مبادئها التنظيمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق