الجمعة، 10 سبتمبر 2021

أفغانستــان من احتلال الأمريكـــان إلى إرهاب طالبـــان -1-

    في أفغانستان، سرعان ما تمكّنت حركة طالبان الإرهابية الدّينيّة من بسط سيطرتها على  كامل البلاد التي كانت لمدّة عشرين سنة تحت الاحتلال المباشر لجيوش الإمبريالية الأمريكية وعدد من القوى العالمية المتحالفة معها بدعوى محاربة الإرهاب، بينما لم يحرّك النّظام الذي نصّبته القوى المحتلّة الجيش الذي كوّنته ودرّبته تلك القوى. لم تكن تلك الاحداث السّريعة التي شهدها هذا البلد من وحي اللحظة، وإنّما هو نتاج لعقود طويلة من الصّراعات ومن العلاقات بين القوى الامبريالية والرّجعيّات الأفغانية، وهي صراعات وعلاقات متحوّلة لم يفرضها مصير الشعب والوطن الافغاني فحسب وإنّما الخارطة الجغراسياسيّة الإقليميّة لتلك المنطقة وللعالم بأسره. 

   لفهم هذه المسائل وغيرها، فهما شيوعيّا، نقدّم مجموعة من النصوص والبيانات للحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني الصّادرة في الفترة القصيرة الأخيرة. 

النصّ الأوّل:       الحرب الشعبية ضد الحرب الرجعية


   قبل عشرين عاما، قام المحتلون الإمبرياليون، بقيادة الإمبريالية الأمريكية المحتلة، بغزو أفغانستان بوحشية، وفي النهاية احتلوا أفغانستان، وقتل الآلاف من العزّل والمضطهدين وأصيب آلاف آخرون في هذا الهجوم الوحشي العدواني. وسارت القوات الجهادية الرجعية المحلية، مع ميليشياتها سيئة السمعة، على خطى الإمبرياليين المحتلين، وتصرّفت كقوات المشاة المحتلين، فتلطخت أيديهم بدماء الشعب الأعزل في البلاد، وشاركوا في النهب الدموي للامبرياليين المحتلين.

  لقد تم غزو أفغانستان تحت شعارات خادعة مثل "محاربة الإرهاب" و"تحرير المرأة من أسر طالبان في العصور الوسطى" و"الديمقراطية". ورقص المستسلمون، غير الراضين بقمصانهم، ووصفوا الاحتلال بأنه "شرارة أمل في عيون الشعب الأفغاني المظلوم الدامعة".  ومنذ بداية الاحتلال، حدّدنا موقفنا ضد العدوان والاحتلال وأعلننا أن تلك الشعارات ما هي إلا غطاء للعدوان والاحتلال والقهر الكامل للوطن وشعبه.

   في الوقت نفسه، أكّدنا أنّ غالبية الأصوليين الغارقين في ظلام العصور الوسطى (أحزاب جهادية) كانوا يحظون بدعم لا يتزعزع من قبل المحتلين الإمبرياليين وتجمّعوا تحت جناحهم وبقي عدد قليل فقط من هؤلاء الأصوليين في صراع مع المحتلين.

   لقد صرّح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني مرارًا وتكرارًا أنه كلما اتفق الاصوليون الرجعيون مع مصالح المحتلين الإمبرياليين، وخاصة المحتلين الأمريكيين، فإنهم مستعدون لتجميع كل مؤيديهم السابقين والحاليين تحت سقف واحد وتجاهل كل تلك الشعارات. وأكدت هذه الحقيقة عدة جولات من محادثات الاحتلال الأمريكي مع طالبان وتوقيع "اتفاق سلام" بينهما.

  بعد "توقيع اتفاقية السلام" بين الأمريكيين وطالبان، صرّح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني صراحة: "استسلمت طالبان للإمبريالية الأمريكية المحتلة". وقد اتخذت أجهزة المخابرات موقفاً وأعلنت أن هذه الحرب كانت حرباً محدودة الأهداف، ولا حتى حرب مقاومة رجعية جزئية، بل حرب من أجل المزيد من التنازلات على طاولة المفاوضات. يدعو حزبنا كل القوى الوطنية الثورية والديمقراطية ألاّ تترك نفسها فريسة خداع الأطراف المتحاربة في الوضع الراهن، بل أن تحاول إدانة هذه الحرب باعتبارها حربا أهلية رجعية وفضح الشخصيات الخائنة التي تختبئ تحت غطاء الدفاع عن الوطن. فلتتحول هذه الحرب إلى حرب مقاومة وطنية شعبية وثورية.

شعب أفغانستان المضطهَد ! 

   الحرب التي تدور رحاها الآن في أفغانستان، والتي يقتل فيها الآلاف ويصابون ويشوهون كل يوم وتشرد الآلاف، هي حرب أهلية رجعية تدور رحاها على طاولة المفاوضات للحصول على مزيد من التنازلات. فقط الضحايا الرئيسيون لهذه الحرب هم الشعب الأفغاني المضطهد

معاناة شعب أفغانستان !

  إن القوى الرجعية الجهادية، التي تثور اليوم تحت اسم "جبهة المقاومة الشعبية" وتحاول حشد الشعب تحت مسمّى "الدفاع عن الكرامة والشرف والأرض"، هي قوى محلية وإجرامية لا علاقة لها بمصالح البلاد العليا، وهم الوجه الآخر للمحتلين، يريدون فقط تأمين مصالحهم الخاصة والحفاظ على الثروات التي يحلمون بها. إنهم مجبرون على حمل السلاح من أجل الحفاظ على مصالحهم، وعليه فإنهم يلجؤون إلى خداع الناس لإرسالهم إلى المذابح.

  يدين الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني الحرب الحالية باعتبارها حربا أهلية رجعية تهدف إلى تأمين مصالح الإمبريالية وإخضاع البلاد وشعبها قدر الإمكان، ويعتبر أنّ من واجبه ومهمته توعية الجماهير وفضح الرجعيين.

  يعمل الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني بجد لتعطيل بناء إمارة ظلامية والانتقال إلى حالة المقاومة الوطنية الشعبية والثورية.

   ولذلك، يدعو جميع القوى الماوية الثورية والوطنية والديمقراطية إلى العمل الجاد لفضح القوى الرجعية (أطراف الحرب الحالية) حتى لا تقع الجماهير المضطهَدة في البلاد أكثر في خداع الرجعيين وتسقط ضحية لمكرهم.

   نكرّر أنّ الحرب الحالية ليست حربًا من أجل المصالح العليا للبلاد، ولكنها حرب أهلية رجعية تُشنّ لصالح الرجعيين الداخليين وأسيادهم الدوليين، فضلاً عن مزيد من إخضاع البلاد وشعبها. لذلك، من واجب ومهمة جميع القوى الماوية والوطنية أن تفهم الحاجة الملحة للنضال الحالي لتعزيز الوحدة والعمل بجدية أكبر لتحويل الحرب الأهلية الرجعية الحالية إلى حرب مقاومة وطنية شعبية وثورية، الحرب الشعبية في أفغانستان.

الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني

 4 أوت 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق