السبت، 11 سبتمبر 2021

افتتــاحيّة الــعـدد 65

مـــــا العمـــــــــــل ؟

    مرّة أخرى يضرب الشّعب التونسي موعدًا مع التّاريخ ويعلن للعالم أنّ الحياة مقاومة وأنّ المقاومة حياة وأنّه لا يأس مادام هناك قوًى حيّة ترفض أن تموت وتنشر النّور وسط العتمة مهما طال زمانها فهي زائلة لا محالة. يوم 25 جويلية، لم يكن نهاره عاديّا ولم يمر ليله ككلّ اللّيالي، فقد أجّجت نهاره القائظ حرارة احتجاجات الجماهيرالشعبية التي هاجمت مقرّات حزب النهضة وحلّ ليله بمظاهر الابتهاج والفرح إثر قرارات غلق مقر البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة وتجميد نشاطهم وحلّ الحكومة، وهى التي اتّخذها رئيس الدّولة استجابة للمطالب المرفوعة خلال الاحتجاجات الشعبيّة، فلاحت بعد ظلمة الأعوام العشرة بشائر فجر جديد حين أزيحت الرّجعيّة الدّينيّة وحلفاؤها عن السّلطة السياسيّة فشعر الشّعب بأنّه تخلّص من كابوسها.

   ولئن مثّل يوم 25 جويلية بداية ظرف جديد في تونس تقوم على محاربة الفاسدين والمضاربين وناهبي الثّروة وكلّ من أجرم في حقّ الشعب والوطن فاستقبلها الشعب بالتّرحاب واعتبرها الثّوريون خطوة إيجابيّة في مسيرة الصّراع ضدّ القوى الرّجعيّة تجعل  الشعب طرفا رئيسيّا في التناقض بينه وبين أعدائه وقد دعا الثوريون إلى دعم تلك القرارات وتطويرها في سبيل تحقيق المطالب التي رفعتها انتفاضة 17 ديسمبر الشعبيّة، فإنّه، وبالمقابل، اعتبرت الرّجعيّة الدينية تلك الإجراءات انقلابا محاولةً تأليب أنصارها ضدّ رئيس الدّولة لكنّها فشلت فعادت إلى وكرها خائبة ولجأت إلى أسلوب المخاتلة محاولة كسب ودّ بعض القوى العالمية والإقليميّة تحت ذريعة ضرب قيس سعيد المسار الديمقراطي وخرق الدّستور..

 و ليس غريبا أن تتبنّى بعض الأطراف الليبرالية واليساريّة الانتهازيّة نفس الموقف تحت ذريعة احتمال العودة إلى الدكتاتورية والاستبداد رافعة شعار الحريات والديمقراطية لتبرّر هذا الموقف المعادي للشعب. وقد عملت هذه الأطراف مجتمعة على كسب مساندة القوى العالميّة عبر التصريحات والبيانات وتنظيم بعض التظاهرات من أجل محاصرة رئيس الدّولة وإجباره على التّراجع عن قراراته. لكن حسابات هذه  القوى تسقط يوما بعد يوم في المياه الرّاكدة ويغمرها الطين بينما تزداد ثقة الكادحين بانّ تونس تسير نحو غد أفضل، غير أنّ هذا الغد لا يمكن أن يأتي إذا ما لم يهبّ الثوريون في كلّ مكان من البلاد إلى شنّ كفاح مستمر ضدّ الرجعيين والانتهازيين وداعميهم في الخارج وشحذ همم الجماهير وتنظيمها من أجل تحقيق الشّعب لسلطته على وطن مستقلّ فعليّا ينعم فيه الكادحون والكادحات بثمار كدحهم. 

لقد انكشف زيف ديمقراطية الرّجعيّة، فلننهض من أجل إرساء ديمقراطيّة الشّعب !

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق