الجمعة، 3 سبتمبر 2021

تصريح الرفيق فريد العليبي لوكالة الأنباء الروسية سبوتنيك حول العلاقات التونسية ‏الليبية‎ ‎

 دوافع سياسية وأمنية

   على الجانب الآخر، يرى الكاتب والمحلل السياسي فريد العليبي أن غلق المعابر بين تونس وليبيا يجب فهمه من الزاوية السياسية في علاقة بالتطورات الأخيرة الحاصلة في تونس والمتعلقة أساسا بالإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس التونسي يوم 25 يوليو/ حزيران.

   وأوضح في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن قرارات الرئيس ذهبت في اتجاه عزل حركة النهضة التي تمثل الإسلام السياسي في تونس، في خطوة لا تتطابق مع توجهات من بيده الحكم في غرب ليبيا وبالأساس في طرابلس، وهو ما عبر عنه رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري الذي اعتبر أن ما جد في تونس انقلاب.

   وأضاف العليبي أن هذه التصريحات الصادرة من طرف مسؤول رفيع المستوى في ليبيا كان لها صدى هام في تونس ونتائج من بينها غلق المعابر.

   ويرى المتحدث نفسه، أن القرار التونسي المتعلق بالإبقاء على المعابر مغلقة يعود أيضا إلى دوافع أمنية تتصل بما راج عن وجود مجموعة مسلحة يمكن أن تتسلل إلى التراب التونسي للقيام بعمليات ارهابية انطلاقا من قاعدة "الوطية" في الغرب الليبي.

   وتابع "هذا الدافع أشار إليه الرئيس التونسي قيس سعيد من خلاله تصريحاته أمس التي اتهم فيها أطرافا بدفع الأموال لاستقدام المرتزقة المسلحة من الخارج".

   وقال العليبي إن هذه المعطيات أنتجت تذرع الجانب التونسي بالأسباب الصحية للتنصل من فتح الحدود من خلال القول إن اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا هي صاحبة القرار بفتح المعابر أو غلقها.

محاولة لتهدئة الأجواء

  وبيّن العليبي أن الاجتماع الأخير الذي انعقد في الجزائر بين دول الجوار الليبي كان بمثابة محاولة لتهدئة الخواطر وامتصاص الأجواء المشحونة بين تونس وليبيا.

   وأضاف أن هذه المحاولة تبدت من خلال التصريح الأخير لرئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة الذي أكد فيه أن "الادعاءات المغلوطة" بشأن الأوضاع الأمنية لبلاده مع تونس لن تؤثر سلبا على العلاقات الأخوية بين البلدين.

   وجاء تعقيب الدبيبة عقب ما خلفته تصريحاته بشأن اتهام تونس بتصدير الإرهاب من استنكار واسع في الداخل التونسي حيث وصفها وزير الخارجية عثمان الجرندي بالمجانبة للحقيقة.

   وقال العليبي إن الجانب التونسي أظهر بدوره مساعٍ إلى تنقية الأجواء من خلال التحذير الذي أطلقه مستشار رئيس الجمهورية وليد الحجام من التشويش على العلاقات التونسية الليبية.

   وأشار العليبي إلى أن ما يوّحد تونس وليبيا هو التوافق على وجوب تواصل التعاون في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية بين البلدين والتنسيق بشأن هذه النقاط على النحو الذي تعود فيه تلك العلاقات بالنفع على البلدين.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق