الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

‏ يسيؤون إلى ستالين ويزعمون الدّفاع عنه !

   من يعتبر ماوتسي تونغ تحريفيّا بل ولم يكن يوما ماركسيّا لينينيّا وإنّما هو معادٍ للشيوعية أكثر من أعدائها الألدّاء وفي المقابل يعتبر ستالين بلا أخطاء لا يمكن أن يكون شيوعيّا ولا ماركسيّا لينينيّا وإنّما هو مثاليّ وهو يضرّ بستالين وبتاريخه وبتجربة دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي وبالثورة البروليتاريّة العالميّة عموما.

  إنّ من يصدر هذه الأحكام بشأن ماوتسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني والثورة الصينية وبناء الاشتراكية في هذا البلد لا يختلف عن خروتشيف الذي كال نفس الأحكام لستالين.

   فشروط القراءة النّقديّة لشخصيّة معيّنة أو لحدث معيّن تفرض على الشيوعي اتّباع منهجيّة التّحليل العلمي والموضوعيّ والاعتماد على التفسير المادّي للتّاريخ والانطلاق من الـوقائع في إطارها التّاريخي والالمام بذلك التّاريخ وبتفاصيله وإخضاعها لسلاح النّقد والنّقد الذّاتي للوصول في النّهاية إلى استنتاجات وأحكام موضوعيّة وعلميّة. وهذا هو جوهر التّحليل وفق المنهج المادّي الجدلي.

   أمّا الانطلاق من مجموعة من الأحكام المتناثرة التي تمّ تجميعها من مصادر مختلفة تكون في غالب الأحيان لا موثوقة ولا حتّى موثّقة وصادرة عن أعداء طبقيين وايديولوجيين وسياسيين والقيام بتطويع الوقائع والأحداث والتّفاصيل الحافّة والمحيطة بالشّخصيّة موضوع الدّراسة لتلك الأحكام المسبقة التي تمّ تجميعها سلفا فإنّه لا ينمّ إلاّ عن نظرة أحاديّة ذاتيّة ومثاليّة ومنهج يقلب قراءة التّاريخ وفقا للمنهج المادي الديالكتيكي رأسا على عقب وبالتالي فإنّ هذه القراءة المثاليّة والذاتيّة لن تفضي في النّهاية إلاّ إلى تكديس الأخطاء فوق الأخطاء وهي الغاية التي رسمها الدّارس منذ البداية وهي تشويه الشّخصيّة المدروسة وكيل النعوت لها وحتّى الشتائم.

  هذه هي الطّريقة التي يعتمدها من يدّعون أنّهم بلاشفة وأنّهم ماركسيّون لينينيّون يدافعون عن ستالين والحال أنّهم يهدفون من خلال دفاعهم المزعوم هذا إلى "تجريم" ماوتسي تونغ انطلاقا من أحكام مسبقة تعتبر ماو تحريفيّا ولا علاقة له بالماركسيّة والشيوعيّة وأنّ دفاعه عن ستالين والماركسيّة اللينينيّة "أكذوبة" و"خداع" فيظهرون من خلاء ذلك أكثر شيوعيّة من ماو وحتّى من ستالين الذي يبدو من خلال استنتاجاتهم أنّهم أذكى منه فقد اكتشفوا خداع ماو بينما لم يتفطّن الرفيق ستالين العظيم لذلك الخداع. إنّه الغباء والسّقوط النّظري والسياسي لهؤلاء الدّغمائيين اللاماركسيين واللالينينيين.

   "لقد اعتبر الحزب الشيوعي الصيني دائما أنه يجب القيام بتحليل كامل وموضوعي وعلمي حول مآثر (أفضال) وأخطاء ستالين، بالاستناد على المادية التاريخية وتمثّل التاريخ كما هو، وليس رفض ستالين بشكل كامل، وبطريقة ذاتية وفظة، وبالاستناد إلى المادية المثالية بتحريف وتزوير التاريخ على هوانا".

الحزب الشيوعي الصيني، 13 أيلول/ سبتمبر 1963

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق