بقلم فريد العليبي
24 ديسمبر2010 المكناسي / بوزيان: دراجات بن علي النارية . (1)
اندلعت الانتفاضة التونسية يوم 17 ديسمبر 2010، ضرب الشعب آيات من البطولة طيلة أيّام، تفاجأ بن علي وجهازه البوليسي بحجم المقاومة، الشرارة كانت في سيدي بوزيد وأمام مبنى الولاية باعتباره مركز القمع والحكم، منذ الساعات الاولى ترددت الأصداء في الجهات المحيطة، الرقاب، بوزيان، المكناسي، المزونة، حفوز، بئر الحفي الخ .. كانت المواجهات تتم غالبا ليلا فقد استنبط المنتفضون وسائل جديدة للمقاومة منها استعمال الحبال للايقاع بدراجات البوليس motos التي كان يفخر بقدرتها على الدخول لكل الازقة في الاحياء الشعبية وسرعان ما خرجت تلك الدراجات النارية من حلبة المعركة فقد تحولت الى خردة امام المقاومة الشعبية، تلك الدراجات التي استعملت سابقا خاصة ضد الطلبة أصبحت عديمة الجدوى .
ولكن كيف تم ذلك ؟ ببساطة يجلس منتقضان على طرفي الشارع، احدهما على اليمين والثاني على اليسار، متخفيان، يمسك كل واحد بطرف الحبل، عندما تصل الدراجة بسرعتها المجنونة يرفعان الحبل، فتكون نهايتها، كان الأمر أشبه بلعبة... يبدو أنّ فرقة الدراجات توفيت منذ ذلك الوقت فلم أرها بعد ذلك أبدا .
24 ديسمبر2010 المكناسي / بوزيان: . ( 2) مقهى ومركز شرطة .
المكناسي صباحا:
الساعة العاشرة تقريبا، الجو هادئ، في المقهى روّاد يحتسون قهوتهم، مركز بوليس بن علي الذي لا يبعد عن المقهى أكثر من 100 متر مطمئن فلا مقاومة نهارية، ليلا فعل الأفاعيل بضحاياه، حتّى أنّه رمى أحد المناضلين في واد وتركه لمصيره، كان الدم قد فار في عروقي، تذكرت أبي وما كان منه فداء لوطنه ضد المستعمرين، ابن عمي ورفيق الدراسة الذي قضى شهيدا برصاص بورقيبة، قلت في نفسي، هذا يوم استثنائي، عليك تقديمه هدية للوطن، وهو ما كان .
24 ديسمبر2010 المكناسي / بوزيان: . ( 3) خطب الشعب وتهديدات الحكم .
أمام مركز البوليس تجمع أنفار، ثم أصبح العدد مثل أنهار، استجاب كثيرون للدعوة دون خوف، كان ذلك أمرا عاديا في جهة " فلاقة "منذ زمن طويل، يكفي ان يوجد من ينادي : حي على الكفاح فتستجيب .
جاء المعتمد مهدّدا، ثم عقيد في البوليس عرّف نفسه في أذني أنّ لقبه جلالي وقال سنلتقي يا أستاذ، أنا لا أعرف قائد الشرطة المدعو العجيمي، ولكني خطبت في الجمهور الثائر، ثم دخلت على لجنة قيل إنّها من المفاوضين، كان بينها ممثل لاتحاد الشغل، قلت : لا نقاش ولا مفاوضة، اسحبوا جهازكم فورا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق