الجمعة، 10 ديسمبر 2021

الغرابة ليست في مخاتلات النّهضة وإنّما في من صدّق تلك المخاتلات

 

   النّهضة تتبرّأ من التمويل المشبوه لحملاتها الانتخابيّة ومن مسؤولياتها عمّا وقع طيلة الأعوام العشرة الماضية.. وذلك ليس غريبا، فيمكنها أن تتبرّأ حتّى من اسمها.. أ لم تنكر سابقا علاقتها بالاخوان المسلمين ؟ أ لم تصبغ جلدتها بـ"ألوان المدنيّة" ؟ أ ليست أكبر مدافع عن "الديمقراطية" و"الانتقال الديمقراطي" و"التداول السلمي"...؟

   النهضة، الممثّل الاكبر للاسلام السياسي في تونس، هي حركة تعتمد المخاتلة في مجالي الدّين والسياسة من أجل ترتيب الظروف حتى تتحكّم في رقاب العباد وفي البلاد وهي مستعدّة للتخلي عن كلّ ما يعيقها في طريق تحقيق اهدافها.

   الغرابة لا تكمن في ما يصدر عن حركة النهضة من أقوال وأكاذيب وإنّما تكمن في من يصدّقها. وللأسف صدّق اليسار الانتهازي والإصلاحي والتحريفي هذه الشعارات فهنّأها بفوزها في انتخابات 2011 وإمساكها بسدّة الحكم وبرقاب الجماهير وتسابقوا معها في انتخابات مهزلة.. ومنهم من تحالف معها قبل 2010 وحتى في 2011.

   ذاك اليسار الانتهازي والاصلاحي والتحريفي هو الذي بيّض وجهها إمّا جهلا بطبيعتها أو غباءً وقد لعب في ذلك دورا مهمّا وخدم القوى الامبرياليّة العالمية التي رسمت مشروع "الانتقال الديمقراطي" وجهّزت الرّجعيّة الدينية لتكون على رأسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق