أغبياء وجبناء (1)
أغبياء أولئك الذّين أشاعوا أو صدّقوا إشاعة أنّ الدّولة قامت بطباعة أوراق ماليّة لتوفير المال لتسديد مرتّبات الموظفين، وهم أغبياء أيضا لأنّ ذكاءهم مكّنهم وحدهم دون غيرهم من التفطّن الى هذه الطّباعة دون أن يوفّروا أيّ دليل، وهم أغبياء كذلك لأنّهم يعتقدون أنّهم باختلاق مثل هذه الإشاعات أو بنشرها سيصدّقهم الكثيرون وسيبثّون فيهم الخوف والغضب خصوصا حين يؤكّدون أنّ الأشهر القادمة لن تكون هناك أموال لخلاص المرتّبات. وهم جبناء لانّهم لا يملكون الشّجاعة ليعلنوا أنّهم أخطأوا لمّا جاءهم التكذيب. هؤلاء الاغبياء والجبناء سقط مخطّطتهم ومع سقوطه سقط ما بقي لديهم من مصداقيّة لدى البعض.
والأخطر من ذلك، هو أنّ هؤلاء الأغبياء والجبناء يقدّمون خدمات مجانيّة لأعداء الشّعب والوطن، وهي خدمة دون مقابل فعلا بالرّغم من أنّهم يمنّون النّفس أن يقبضوا من وراء خدماتهم تلك ولو فتات الموائد لكنّهم سيضربون مرّة أخرى كفّا بكفّ ويتحسّرون عن تلك الخدمات التي ضحّوا من أجل أدائها. تلك هي الانتهازيّة التي جرّها غباؤها إلى اتّباع تكتيكات سياسيّة اختارت من خلالها الوقوف إلى جانب الرّجعيّة الدّينيّة وحلفائها مثلما وقفت سابقا في صفّ الرّجعيّة الليبراليّة في مواجهة الشعب والوطن.
أغبياء وجبناء (2)
أغبياء أولئك الذين أشاعوا أو صدّقوا إشاعة أنّ البريد التونسي مكّن الدولة من أموال من مدّخرات المواطنين لتسدّد بها مرتّبات الموظّفين لشهر جانفي 2022، وهم أغبياء أيضا لأنّهم لا يمتلكون الدقّة حول ما يقولون، وهم أغبياء كذلك لأنّهم اعتقدوا أنّ الكثيرين سيصدّقونهم وسيتسابقون الى مكاتب البريد لسحب مدّخراتهم إن هم لحقوا بها أصلا وبالتالي ستعمّ الفوضى وسيسقط الانقلاب على المنقلبين ويعود جرحى الانقلاب إلى مناصبهم وتعود الديمقراطية والرّخاء والحريات.. وهم جبناء لانّهم لا يمتلكون الشجاعة ليعلنوا أنّهم كذبوا عندما جاءهم التّكذيب.
هؤلاء الأغبياء والجبناء سقط مخطّطتهم ومع سقوطه سقط ما بقي لديهم من مصداقيّة لدى البعض.
عود على بدْء: "تنبّؤات" كاذبـــة !
قبل شهر، قال الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي لدى حضوره يوم الاثنين 25 جانفي 2022 في إحدى القنوات الخاصّة إن الدولة مقبلة على كارثة غير مسبوقة مااضطرها لطباعة الأوراق المالية من أجل سداد الأجور المقدرة بـ1700 مليار والحال أنّ الخزائن لم يكن متوفرا بها سوى 500 مليار.
الهمّامي لم يكتفِ حينها بإلقاء تلك المعطيات التي كان يعتبرها سبقا إعلاميّا وسياسيّا لا يمتلكه إلاّ هو والتي تبيّن بسرعة أنّه لم يكن يبثّ إلاّ الإشاعات والأكاذيب التي لا يوجد أيّ مؤشّر على صحّتها وأيّ مبرّر لبثّها غير معاداته لمسار 25 جويلية الذي يعتبره "انقلابا على الديمقراطية والدستور"، وقد صرّح للتّدليل على دقّة وصحّة كلامه الذي لا يرقى إليه الشكّ بانّ "الجميع في تونس لاحظ أن الأوراق النقدية جديدة"، لم يكتف الهمّامي نشر تلك الأكاذيب بل تجاوزها إلى التكهّن والتنبّؤ بالمستقبل القريب بقوله: "الدولة ليس لها حلول لرواتب شهر فيفري سوى طباعة النقود وهو ما سينعكس سلبا على المقدرة الشرائية وقيمة العملة". وهو بذلك يبني تكهّناته على معطيات كاذبة ولن تكون الحصيلة سوى مزيد من الاكاذيب، وتلك هي النتيجة المنطقيّة المنتظرة. إنّ ما يقوم به الهمامي ليس قراءة موضوعيّة وعلميّة وإنّما هو دجل سياسي وعمليّة تسويق للإشاعات والاكاذيب وهذا المنهج والأسلوب لا يليقان إلاّ بهذا الصّنف من السياسيين الذين يخبطون خبطا عشواء لا يرتقي حتّى إلى المبتدئين في حقل السياسة باعتبارها نضالا وكفاحا ومبادئا ومسلكيات، سياسة تخدم الشعب وقضاياه لا سياسة تقوم على تحليل الواقع وتقديم الحقائق وفق الاهواء الذاتية والفئويّة.
لقد شارف شهر فيفري على النّهاية وتمّ تسديد الأجور أو أغلبها.. والجمهور ينتظر ظهور النبيّ/ الكاهن ليؤكّد صدق الأكاذيب التي أشاعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق