نُقل ج. ن. سايبابا، وهو ثوري وسجين سياسي هندي، إلى المستشفى بعد أن تعكّرت حالته الصحيّة بشكل خطير، وذلك إثر إضراب عن الطعام استمر أربعة أيام في زنزانته. وقد شرع سايبابا في تنفيذ إضراب جوع يوم 21 ماي 2022 احتجاجا على قيام السلطات الهندية الرجعيّة بتركيب كاميرا تصوّر زنزانته بأكملها وحرمته من الحق في زجاجة مياه بلاستيكية. ووفقا للجنة الدفاع والتحرير المساندة للدكتور ج. ن. سايبابا، يعاني المناضل الثوري، منذ اليوم الثالث من الإضراب عن الطعام، من نزيف وجلده يترهل وينفصل عن العضلات.
ج. ن. سايبابا هو عضو في الجبهة الديمقراطية الثورية، وهو أكاديمي ومفكر تقدمي. بسبب موقفه الدّاعم للشعب الهندي ونضاله، فقد تعرض للاضطهاد من قبل الدولة الرّجعيّة لسنوات.
سُجن المثقف الثّوري منذ عام 2014 بتهمة إقامة صلات مع الماويين و"الإرهاب". ومنذ ذلك الحين، حرمته الدولة الهندية من العديد من الحقوق، التي ناضل من أجلها. بالإضافة إلى الحرمان من الحقوق، سجن الرجعيون سايبابا في زنزانة "أندا" (تعني البيضة باللغة الهندية)، وهي نوع من الزنزانات في نظام السجون الهندي مع حجم وشكل ضغيرين يسمحان بتيسير عمليّة المراقبة، وهي مخصصة للسجناء ذوي الإجراءات الأمنية القصوى. ومما يعزز التعذيب المنهجي الذي يمارس ضد سايبابا حقيقة أنه الصيف في الهند، حيث تتجاوز درجة الحرارة 45 درجة. وفي مواجهة هذه الانتهاكات، أعلن سايبابا إضرابه عن الطعام مرة أخرى، على الرغم من ظروفه الصحية السيئة للغاية.
منذ اعتقال سايبابا، أنشأت مجموعة من النشطاء والصحفيين والأكاديميين لجنة للدّفاع عن حريته. وتعمل اللجنة، جنبا إلى جنب مع عائلة سايبابا، دفاعا عن حقوقه داخل السجن ومن أجل إطلاق سراحه. في 21 ماي 2022 عندما اعلن سايبابا شروعه في تنفيذ الإضراب عن الطعام، أرسلت زوجة سايبابا وشقيقه رسالة إلى وزير الداخلية في ولاية ماهاراشترا التي يقع فيها هذا السجن، وقد جاء في الرّسالة:
"في يوم الثلاثاء (10/05/2022)، قامت سلطات السجن بتثبيت كاميرا مراقبة واسعة الزاوية أمام زنزانته أندا [سايبابا]، والتي يمكنها التقاط فيديو للزنزانة بأكملها، بما في ذلك مقعد الحمام ومكان الاستحمام وكل شيء في الزنزانة الصغيرة. وبالتالي، لا يمكنه استخدام المرحاض للتبول أو حتى الاستحمام أمام الكاميرا، لأن الكاميرا تسجّل كل شيء على مدار 24 ساعة في اليوم. الآن، كيف يمكن للدكتور ج. ن. سايبابا العيش في ظل هذه الظروف؟ [...] إنه تخويف، انتهاك، إهانة لسلامته الجسدية. [...] وفي ظل هذه الشروط الصارمة، قرّر الإضراب عن الطعام إلى أجل غير مسمى، حتى الموت، أو حتى تتم إزالة الكاميرا...".
ونتيجة للإضراب، حقّق سايبابا بالفعل انتصارات جزئية. وأفاد رؤساء عمال سجن ناجبور المركزي أنهم سيمنحون زجاجة المياه البلاستيكية إلى سايبابا، ويغيرون اتجاه الكاميرا ويستوفون المتطلبات الأخرى واحدة تلو الأخرى، في "الوقت المناسب".
ومع ذلك، فإن لجنة الدفاع عن سايبابا تطالب بالامتثال الفوري لجميع مطالب الحياة والصحة للمثقف الديمقراطي. ومن بين المطالب، التي تشكل جزءا من الحملة من أجل الإفراج الكامل عن سايبابا، ما يلي: الإزالة الكاملة للكاميرا المزروعة، ونقل سايبابا إلى سجن آخر، وإخراج سايبابا من زنزانة أندا والإفراج المشروط والرعاية الواجبة والعلاج الطبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق