عرفت تونس انتفاضة شعبية عارمة انطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 باستشهاد محمد البوعزيزي، ثم كان منعطفها الكبير يوم 24 ديسمبر من نفس العام عندما استشهد محمد العماري بأطلاق الرصاص عليه، ولحقه شهيدا شوقي الحيدري بعد أيام بينما جرح آخرون، وسرعان ما انتشرت الانتفاضة في ربوع الوطن كافة واستبشر الشعب بالنصر، ولكن المنقلبين عليها الذين جاء أغلبهم من وراء البحار سرقوا ذلك النصر يوم 14 جانفي 2011 عندما هرّب الإمبرياليون ووكلاؤهم المحليون زين العابدين بن علي إلى السعودية مسلمين الحكم لعملاء جدد اذاقوا الشعب الأمرّين.
وجرّاء ذلك شهدت تونس عشرية سوداء خلال حكومات الإسلام السياسي وحلفائه المتعاقبة فساءت الصحة والتعليم وارتفعت الأسعار والتضخم والبطالة والهجرة السرية و انهار الدينار وتضررت الفلاحة والصناعة والتجارة والسياحة والثقافة وانتشر التهريب والإرهاب والفساد وتسفير الشبان وبيعهم للمنظمات الإرهابية الدولية وكان البرلمان السابق حلبة للصراعات التي لا علاقة لها بمصالح الشعب والوطن حتى سالت تحت قبته الدماء.
وفي مواجهة ذلك لم يتوقف الشعب بعماله وفلاحيه وموظفيه ومثقفيه ،بنسائه ورجاله وشيوخه وكهوله وشبانه عن الكفاح من خلال الاضرابات والاعتصامات والانتفاضات المتتالية مقدما كوكبة من الشهداء والجرحى ومئات المعتقلين.
وجاءت هبة 25 جويلية الشعبية لتضع حدا لسلطة المنقلبين على انتفاضة 17 ديسمبر وسرعان ما استجاب رئيس الجمهورية قيس سعيد لمطالبها مصدرا قرارات شجاعة بحل البرلمان السابق وإعادة الاعتبار لانتفاضة 17 ديسمبر وإصدار دستور جديد، وتستعد تونس الآن لانتخابات تشريعية فاصلة في تاريخها .
وتبدو الفرصة سانحة لبناء تونس الجديدة وإيجاد برلمان ديمقراطي شعبي فالديمقراطية التمثيلية تموت في أغلب البلدان فقد هجرت الشعوب مراكز الاقتراع بينما تمثل الديمقراطية المباشرة بديلا لها اذا ما تم وعي شروطها، وعند نجاح الانتخابات القادمة في بلادنا فإن تونس ستكون سباقة في هذا المجال و سيسهل ذلك عليها مهمة اتخاذ إجراءات سياسية لحل معضلات السيادة والوطنية والعدالة الاجتماعية.
لكل هذه الاعتبارات فإن شبكة متحدون من أجل الوطن تعلن مشاركتها في الانتخابات في كل الدوائر التي يستطيع مناضلوها الترشح فيها، وهي ترفع النداء الى جماهير الشعب المكافحة للمشاركة بقوة فيها بتزكية المناضلات والمناضلين والاقبال على مراكز الاقتراع والحذر من المتلاعبين بصوت الشعب باختراق صفوفه خدمة للمنظومة الفاسدة السابقة.
شبكة متحدون من أجل الوطن تونس 28 سبتمبر 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق