فريد العليبي
يخطئ المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عندما يقارن الوضع الحالي بـ 26 جانفي ووقوف السيزل مع عاشور وهجمة الشرفاء زمن مزالي الخ ...
وقتها كان الشعب مع الاتحاد وضد السلطة، اليوم الشعب والسلطة في طبق واحد جرّاء انتفاضة وقعت ضد السلطة الدستورية وهبّة جرت ضد السلطة الإخوانية وكان لقرطاج دور بارز فيها، لذلك الشعب الآن مع قيس سعيد وهذا واقع يجب إدراكه جيدا والبرهان عليه ليس الانتخاب كما يعتقد وإنّما الصبر الشعبي على الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية البائسة وهو ما لم يعرف عن الشعب التونسي طوال تاريخه المعاصر على الأقل.
المكتب التنفيذي يريد لعب ورقة الخيار الثالث ولكنّه لا يفهم التناقض الرئيسي، فخبراؤه ومستشاروه يعانون على ما يبدو من عطالة حتى أنّه عندما كوّن لجان حواره جاء بالدستوري وأخيه غالبا، لذلك هو إمّا مع الخيار الأول أو الخيار الثاني أمّا الثالث فوهم ديالكتيكيا .
التناقض الرّئيسي الآن في تونس هو بين الشعب وأعدائه، فإمّا معه وإمّا مع هؤلاء... قيس سعيد مع الشعب والشعب معه وعلى الاتحاد ان يكون هناك لا غير. وإذا اختار المكتب التنفيذي العكس فإنّ الصّدام سيكون مع الشعب ومن ضمنه جزء كبير من النقابيين والرئيس في الوقت نفسه وهذا مخطط وسيناريو عبّر عنه الإسلام السياسي وحلفاؤه وتمنّوه والآن يعتقدون أنّ وقته قد حان.
ذلك الصدام يجب العمل على قطع الطريق أمام وقوعه، والسيد الطبوبي لا يفتقر إلى الفهم والحكمة بحسب ما تكشف عنه تصريحاته وأفعاله على مدى سنوات طويلة مما يمكنه من تغيير طريقه إذا علم أنّه مسدود. أمّا قيس سعيد فنباهته جعلته يوما يردّد وهو يستقبل الطبوبي بيت ابن زيدون :
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا....... وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
في إشارة إلى تسفيه حلم الصّدام بين قرطاج وبطحاء محمد علي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق