تحتفل الطبقة العاملة والشعوب والأمم المضطهَدة هذا العام بالأوّل من ماي في ظل وضع عالمي تغرق فيه الامبريالية في أوحال الأزمات التي صنعتها بيدها، و هي تحاول حلّها على حساب الكادحين عبر تجريد العمّال والشعوب والأمم من الحقوق المكتسبة من خلال الكفاح وعذابات السنين، عامدة في بعض البلدان إلى رفع سن التقاعد وزيادة ساعات العمل في أخرى، والحرمان من الرعاية الصحية وحلّ النقابات وتدمير البيئة وانتهاك سيادة الشعوب والأمم والأوطان ونهب ثرواتها في وضح النهار، سائرة شيئا فشيئا بالعالم نحو الكارثة حيث أصبحت الحرب النووية خطرا محدقا بالعالم كلّه والتهديد بها أمرا رائجا والسباق نحو التسلح على أشدّه، في ظل احتداد التناقض بين التحالفين الأوروبي الأمريكي والروسي الصيني واستعار نار الحرب في أوكرانيا واقتراب الانفجار في تايوان .
وعربيّــا، تزداد معاناة الأمّــة العربية جراء الاضطهاد الذي تتعرض إليه من طرف الامبريالية والصهيونية والرجعية، حيث تنتشر الحروب الرّجعية التي يذهب آلاف البشر ضحية لها، ولا تزال فلسطين مسرحا للعنجهية الصهيونية، وفي عموم الوطن العربي ينتشر الفقر والبطالة والمخدرات والجريمة والهجرة السرية على نطاق واسع.
وفي تــونس، لا تزال الطبقات الرجعية تمارس اضطهادها رغم ما لحقها من هزائم جزئية جرّاء انتفاضة 17 ديسمبر وهبّــة 25 جويلية، باسطة سيطرتها على الاقتصاد والاجتماع والإعلام والثقافة الخ.. مُنكّلة بالشعب، عقابا له على جرأته في مقاومتها وجرّاء ذلك ترتفع الأسعار والتضخم والبطالة والهجرة وتختفي بضائع وينتشر التهريب ولا يزال الإرهاب في الجبال .
وفي مواجهة ذلك كلّه يتّسع الغضب بين العمّال والشعوب والأمم المضطهَدة ويشمل بلدانا مختلفة ويقوى التصميم على الكفاح. وإذا كانت الطبقة العاملة في البلدان الامبريالية قد وجدت طريق كفاحها حتى الآن في المظاهرات والإضرابات التي جمعت ملايين البشر، فإنّها في عدد من المستعمرات وأشباهها تقود الشعوب والأمم من خلال الحروب الشعبية طويلة الأمد مثلما يحصل في الهند وبيرو وتركيا والفلبين مسلحة بالماركسية اللينينيّة الماويّـة .
ورغم السيطرة الواقعية للإمبريالية وأعوانها، تلوح اليوم في الأفق بشائر النصر الكبير وترتسم صورة عالم دون طبقات وبلا ظالم ومظلوم، ومستغِلّ ومستغَلّ، وقاهر ومقهور، وتسير الطبقة العاملة في مقدمة الصفوف فهي تلك الطبقة التي قال عنها كارل ماركس إنّه لا يمكنها أن تحرّر نفسها دون تحرير المجتمع بأكمله .
حزب الكادحين
تونس ماي 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق