الصين الماوية تواجه أمريكا نوويا بصناعة سريعة لترسانة نووية ضخمة بمساعدة السوفيات زمن ستالين وعندما حاول التحريفيون الخروتشوفيون عرقلة برنامجها النووي عولت على قدرتها الذاتية البروليتارية ونجحت.
حينما أسقط "التنين الصيني" قنبلة نووية من طائرة وأعلن عن إنجاز تاريخي آخر بعد 32 شهرا فقط.
منذ قيامها في عام 1949، بدأت الصين في السعي إلى تكوين جيش قوي بأسلحة حديثة بما في ذلك النووية، وسرعت التهديدات الأمريكية باستخدام السلاح النووي ضدها من وتيرة عملها.
كانت الصين قد أرسلت مئات الآلاف من المتطوعين لقتال الأمريكيين خلال الحرب الكورية 1951 – 1953، وحينها هددت واشنطن بكين بإلقاء قنابل نووية عليها لإبعاد خطرها والانتقام منها بإقامة "منطقة ميتة" تعزلها عن شبه الجزيرة الكورية. الولايات المتحدة كانت استخدمت لأول مرة في التاريخ مرتين السلاح النووي في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية.
عمليا قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في بداية عام 1956 تطوير الطاقة النووية، تصنع بموجبها صواريخ استراتيجية وأسلحة نووية، فيما تم بنهاية عام 1956 تأسيس "الوزارة الثالثة للهندسة الميكانيكية"، وكلفت بتنفيذ هذا البرنامج النووي.
كانت الصين في تلك الفترة ضعيفة في جميع المجالات وخاصة التقنية، ولجأت في البداية إلى الاتحاد السوفيتي الذي قدم لها مساعدات ملموسة في هذا المجال بين عامي 1950 – 1960، وأرسل إلى الصين حينها حوالي 10 آلاف متخصص في الصناعة النووية السوفيتية.
علاوة على ذلك تم تدريب وتأهيل حوالي 11 ألف متخصص صيني وألف عالم في مجال الصناعة النووية في الاتحاد السوفيتي.
البلدان أبرما في 7 أبريل 1956، أول اتفاقية بشأن التعاون في مجال الصناعة النووية، وبموجبها تم بناء خط سكة حديد جديد يربط منطقتي أكتوجاي ولانتشو، ما سمح بتسليم المعدات الضرورية إلى أول موقع لاختبار الأسلحة الذرية بالقرب من بحيرة لوبنور.
تلك المساعدات الفنية السوفيتية توقفت في يوليو عام 1960 بسبب توتر العلاقات السوفيتية الصينية، وجرى سحب الخبراء النوويين السوفييت من الصين.
من جهة أخرى، استعانت الصين بمئات من مواطنيها المتخصصين الذين كانوا يعيشون في الخارج، واستقطبتهم للمرحلة الأولى للعمل على تطوير برنامجها النووي، وحمل هؤلاء الكثير من الأسرار والخبرات إلى بلادهم الأم.
معهد بكين لأبحاث الأسلحة النووية ويعرف أيضا باسم "المكتب التاسع" شرع عمليا في عام 1960 في تصميم الذخيرة النووية، في حين أن القيادة الصينية قررت في عام 1962 تسريع بناء محطة للرؤوس الحربية النووية في مقاطعة تشينغهاي وهي "القاعدة 20" من أجل تجميع أول قنبلة ذرية صينية في عام 1963.
تخصيب اليورانيوم بدأ في مصنع لانتشو والمعروف باسم "المصنع رقم 504" في عام 1962، فيما قام مجمع "جيوتشيوان" للصناعة النووية في عام 1964 بتصنيع المكونات اللازمة لتجميع قنبلة ذرية، كما أجرى الفيزيائيون الصينيون بين عامي 1960-1964، أكثر من ألف تجربة واسعة النطاق في مجال فيزياء الانفجار، لمحاكاة تفجير ذخيرة نووية.
المهمة أنجزت وتم في صيف عام 1964، تسليم أول ثلاث عبوات نووية جمعها متخصصون صينيون إلى موقع اختبار "لوب نور".
في موقع الاختبارات النووية بالقرب من بحيرة لوب نور، ويعد الأكبر من نوعه في العالم، انتهت أعمال البناء الضرورية وركبت المعدات، وجرى في مساء يوم 16 أكتوبر 1964، تفجير قنبلة نووية صينية.
في نفس اليوم 16 أكتوبر أبلغ رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية تشو إن لاي، نيابة عن الزعيم ماو تسي تونغ، الشعب الصيني عن إجراء أول تجربة ناجحة على قنبلة نووية صينية، وفقا للمشروع 596. خبراء غربيون قدروا حينها تكلفة البرنامج النووي الصيني بـ 4.1 مليار دولار.
أول تجربة نووية بإسقاط قنبلة ذرية من طائرة نفذ في الصين في 14 مايو 1965، وفي شتاء وربيع عام 1967، كانت الصين في طريقها لاستكمال تطوير أول شحنة نووية حرارية.
أول اختبار ناجح لقنبلة نووية حرارية "هيدروجينية" تعتمد على اليورانيوم 235 واليورانيوم 238 والليثيوم 6 والديوتيريوم، جرى في 17 يونيو 1967، في موقع اختبار لوب نور، حيث تم إسقاط قنبلة نووية حرارية من طائرة، وتم الانفجار على ارتفاع 2 كيلومتر، وكانت قوته 3.3 ميغا طن.
بعد الانتهاء من تلك التجربة، أصبحت الصين رابع قوة نووية حرارية في العالم بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
يجدر الذكر أن الصين بعد 32 شهرا فقط من اختبار قنبلتها الذرية الأولى، قامت باختبار قنبلة هيدروجينية قتالية كاملة. وتعد هذه الفترة الأسرع من نوعها في التاريخ.
الصين كانت وضعت نصب عينها هدفا يتمثل في تطوير قنبلة نووية هيدروجينية بقوة ميغا طن واحد على الأقل، يكون من الممكن إسقاطها من طائرة أو إرسالها إلى الهدف بواسطة صاروخ باليستي، وقد أظهرت العديد من الاختبارات أن الصين تمكنت من النجاح في هذه المهمة.
في المجموع، أجرت الصين 47 تجربة نووية، منها 23 تجربة في الغلاف الجوي واثنتان أرضيتان، وواحدة وسطية، و20 في الجو و24 تحت الأرض.
الصين أعلنت في 29 يوليو 1996 وقفا اختياريا للتجارب النووية، بدءا من 30 يوليو، ووقعت لاحقا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، إلا انها لم تقم بالتصديق عليها.
بعد أن حققت هدفها بالكامل، فتحت الحكومة الصينية في عام 2007 قاعدة في موقع الاختبارات النووية "لوب نور" الذي أجرت فيه تجاربها الأولى، أمام الزيارات السياحية.
علاوة على ذلك، تم افتتاح متحف في القاعدة يعرض أجهزة التلغراف والهواتف القديمة وغيرها من المعدات والملابس والأدوات والمقتنيات الشخصية الخاصة بالعاملين السابقين في القاعدة.
مع كل ذلك، لا تزال الأسلحة النووية الصينية والصواريخ الناقلة لها موضوعا مغلقا، ولا تقدم الصين أي معلومات رسمية عن ترسانتها النووية.
منقول عن قناة ارتي الروسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق