أعلن بعض قادة مجموعة إيكواس أنّهم يستعدّون لإعادة الشرعية الدستورية في النيجر ممثّلة في عودة الرئيس المعزول، بازوم، إلى الحكم، وقرّروا في هذا الإطار تفعيل قوة الاحتياط التابعة لجيوشهم وخصوصا نيجيريا والسينغال والكوت دي فوار. وهذا يعني أنّ التدخّل العسكري لهذه الدّول مرجّح جدّا خاصّة وأنّ رؤساء أركان جيوش هذه الدول يبحثون خطط تنفيذ هذا التدخّل العسكري في انتظار إعطائهم الضّوء الاخضر من قبل أمريكا.
مقابل هذا الموقف، فإنّ دولا أخرى من نفس المجموعة تعارض التدخّل العسكري وخصوصا مالي وبوركينا فاسو.. وهذا يدلّ على وجود انقسامات داخل هذه المجموعة وهو ما قد يبطئ عملية التدخّل العسكري وتأخيرها.
أمّا الحكّام الجدد (المجلس العسكري) في النيجر فقد اتّخذوا عدّة إجراءات في مواجهة هذه التهديدات الخارجيّة، ومنها تهديدهم بقتل الرئيس المعزول ثمّ الإعلان عن تقديمه للقضاء ومحاكمته بتهمة الخيانة الوطنية بسبب علاقة نظامه الوطيدة بالإمبريالية الفرنسية. إضافة إلى تشكيل حكومة جديدة والإعلان عن الشروع في تجنيد من يقدرون على حمل السلاح من السكّان وذلك استعدادا لمواجهة عسكرية محتملة وخاصة في المناطق الحدودية. وهذه الإجراءات تؤكّد قدرة الحكّام الجدد على المناورة السياسية واستعمال سياسة الضغوطات المضادّة لمواجهة التهديدات الخارجية.
بقي أن نشير إلى أنّ دول إيكواس وهي مجموعة اقتصادية بالأساس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) بدل ان تتمسّك بإعادة الشرعية الدستورية مختزلة في بازوم كان عليها أن توجّه جهودها لإعادة الثروات المنهوبة من بلدانها من قبل القوى الإمبريالية، لكن تلك هي طبيعة العملاء واعوان الاستعمار الذين لا يستطيعون أن يفعلوا أكثر من إرضاء سادتهم الأمريكيين والاوروبيين، فهم مجرّد دمى بأيدي أولئك السادة وكلابا متمرّغة تحمي مصالحهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق