الأربعاء، 16 أبريل 2025

هـل طفح الكيْــل ؟ بقلم فريد العليبي

 

   الريح ليست قوية الى الحد الذي تسقط فيه جدارا ...الجدار كان خربا وخرابا.. كم قاعة سقط سقفها قبل هذا الذي حدث اليوم في المزونة من ولاية سيدي بوزيد ؟؟

   كل التعازي والمواساة لأهالي الضحايا...يجب علاج تونس من أمراضها دون تأخير... الآن وهنا وفورا ...وكل تأخير خيانة عظمى. ....الجدار في المزونة والوزير من المزونة ويا للمفارقة.....والتعليم مريض في تونس التي تمكن منها الكواسر واللصوص.... اقتصادا وثقافة واعلاما وتعليما وصحة... المنظومة القديمة تحكم قبضتها على تونس وتكاد تفتك بها.. تونس في غرفة انتظار المستشفى...في انتظار الطبيب الذي يقول ساعة بعد ساعة انه قادم ولن يتأخر طويلا...

   ما جدوى استشارة تربوية لا تجد طريقها إلى التطبيق؟ لماذا يتم تعيين وزير بعد وزير دون استراتيجيا للإصلاح الجذري؟ هل لتونس من مستقبل دون تعليم وثقافة في مستوى اللحظة ومتطلباتها؟ هل يجب أن نقيم المناحة تلو المناحة عن حال التعليم والاعلام والثقافة بينما تقهقه المنظومة شامتة وهي تطعمنا الوعود؟

   أمرّ تقريبا كل أسبوع بذلك الحائط في طريقي إلى المكناسي....ولم تمر ايام عن مروري بمعمل البلاستيك الذي توقف امامه قيس سعيد قبل مدة وجيزة...الخراب يغطي المكان ...كنت اسأل نفسي ماذا جنت هذه الجهات التي دوت في ارجائها أصوات المنتفضين ضد منظومة حكم بن علي؟ ماذا جنت تونس باكملها؟ ماذا ربحت ؟ ماذا خسرت ؟ من أين جاء هؤلاء الحكام البيروقراطيون الفاسدون؟ ترى هل كان المنتفضون وقبلهم الفلاقة يتصورون ان هذا سيكون مصير احفادهم ؟ بطالة ومرض وفقر والان موت تلاميذ تحت ركام جدار بنته سلطة فاسدة فلم تتعهده بالصيانة على مدي نصف قرن من الزمان!!! هل سيكون هذا مصير معهد المكناسي الذي تشققت جدرانه وهو الذي درست ودرست فيه؟؟؟؟ حتى في عهد فرنسا لم تكن الجدران تسقط بهذا الشكل المروع...هل يحتاج هذا البلد الى صرخة بحجم السماء حتى ينهض شامخا ضد الشقاء والمتسببين فيه.. ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق