ببالغ الإجلال والإكبار، نقف احتراما امام استشهاد القائد الثوري الرفيق باسووراج (نامبالا كيشافا راو)، الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي (الماوي)، الذي كرّس حياته كاملةً لقضية الكفاح والثورة، ومضى شهيدًا في سبيل حرية الشعب.
لقد كانت حياته تجسيدًا حيًا لكيفية صمود الثوري الماركسي أمام أقسى التحديات وأصعب الظروف. لم تثنه المخاطر، ولم تفتّ في عضده المحن. بل شكّلت التحولات الثورية التي عايشها أرضًا خصبة لنموه الفكري والعملي، ولتشكله كثائر صلب وعنيد.
امتزجت في شخصيته صفات نادرة من الإصرار، والشجاعة، والإبداع، وبلغت قمتها في عزّ الكفاح. حتى آخر لحظة، ظل مؤمنًا بالعمل الجماعي، وخصمًا للفردية، مدافعًا عن روح التضحية الجماعية التي تُعد جوهر كل ثورة حقيقية.
لقد أدى دورًا محوريًا في بناء الهياكل الثورية في الهند، وكان من القادة القلائل الذين أسسوا لحركة دانداكارانيا وأسهموا بعمق في زرع بذور الديمقراطية الشعبية الثورية في أكثر المناطق تهميشًا.
وُلد الرفيق كيشافا راو في قرية "جييانابيته" بمنطقة سريكاكولام، في ولاية أندرا براديش. ومنذ شبابه المبكر، انخرط في صفوف الثورة. في عام 1973، كان أحد مؤسسي اتحاد طلاب الثورة في كلية الهندسة الإقليمية، حيث حوّلها إلى "كلية الهندسة الراديكالية"، متحديًا الطائفية والقمع السياسي. ومع إعلان الطوارئ، اختار طريق العمل السري، ولم يعد للحياة العلنية بعدها.
________________________________________
إسهاماته العسكرية والتنظيمية
كان قائدًا عسكريًا بارعًا واستراتيجيًا في حرب العصابات.
في عام 1980، تولى قيادة أول فرقة ثورية في غابات "إيست جودافاري"، تحت الاسم الحركي "غانغانا"، قبل أن يصبح شخصية محورية في حركة دانداكارانيا. نجا من محاولات الاعتقال، واستمر في قيادة العمل الثوري دون انقطاع.
ساهم في تشكيل جيش التحرير الشعبي لحرب العصابات (PLGA) عام 2004، ودرّب وحداته في ولايات عدة، وكان مشاركًا مباشرًا في عمليات عسكرية كبيرة ضد أجهزة القمع، منها:
• هجوم سوكما 2018: قتل فيه 9 من قوات CRPF.
• انفجار جادشيرولي 2019: قُتل فيه 15 شرطيًا وسائق.
• كمين سوكما-بيجابور 2021: مقتل 22 جنديًا.
• انفجار دانتيوادا 2023: مقتل 10 جنود وسائق.
• هجوم بيجابور 2025: مقتل 8 جنود وسائق مدني.
________________________________________
قيادة الحزب والوحدة الثورية
في تاريخ الحركة الشيوعية في الهند، لعب الرفيق باسووراج دورًا أساسيًا في توحيد الفصائل الماوية. بعد اندماج "حرب الشعب" و"وحدة الحزب" عام 1998، ثم مع "MCCI" في 2004، تشكل الحزب الشيوعي الهندي (الماوي)، وكان للرفيق ب. ر. دور محوري في تثبيت هذا الكيان على أسس صلبة.
في عام 2018، في سن الـ65، تولى أمانة الحزب في وقت كانت الثورة تمر فيه بأزمة داخلية. قاد الحزب خلال أصعب الظروف، بكل حزم وصلابة، حتى لحظة استشهاده.
________________________________________
تحية الوداع
لم يكن الرفيق باسووراج مجرد قائد، بل رمزًا لثبات الثوري، وتجسيدًا لروح الثورة في أكثر تجلياتها صدقًا وبسالة.
سنبقى نستلهم من حياته واستشهاده نور طريق الثورة ، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الشعوب والأمم المكافحة، وفي قلوب الشباب الثائر.
نعم، ناكسالباري لن تموت أبدًا.
الثورة مستمرة حتى النصر.
المجد للشهداء...
المجد للرفيق باسووراج!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق