الخميس، 22 مايو 2025

صراع الخطين: تقدم في النضال والطريق إلى مؤتمر أممي ماركسي لينيني ماوي حقيقي

  ترجمة محرري وثيقة ”من أجل المؤتمر الأممي الماركسي اللينيني الماوي الموحد“ الصادرة عن الحزب الشيوعي الماوي الإيطالي، المنشورة في العدد الرابع من مجلة ”صراع الخطين“.

   اليوم، ومن أجل تحقيق مؤتمر أممي ماركسي لينيني ماوي موحد حقيقي (م.أ.م.)، من الضروري أن نتّحد صراحة ضد التحريفية التي تمثلها منظمات تُسمّي نفسها ”شيوعية“، ولكنها تمثّل أشكالا قديمة وجديدة من الأحزاب التحريفية، وقد ولدت من رحم الانقسام الكبير في الحركة الشيوعية العالميّة في الستينيات، حيث تم تحديد معسكرين، معسكر التحريفية الخروتشوفية، ومعسكر الماركسية اللينينية فكر ماوتسي تونغ، الذي أصبح على مر السنين الماركسية اللينينية الماوية.


  ولكن في ميداننا اليوم، يجب علينا أن نكافح ضدّ روح الانشطارية المنظّمة في الرابطة الشيوعية الدولية، التي باسم ”الماوية أساساً“ التي تتماهى إلى حد كبير مع ”مساهمات الرئيس غونزالو ذات القيمة العالمية“، أدّت إلى انقسام الحركة الشيوعية الماركسية اللينينية الماوية وكسرت الطّريق والمسار الضروريين للوصول إلى مؤتمر أممي موحّد حقيقي.
   لذلك، فبواسطة النقد، والصّراع مع هذا الشق يجب إعادة تأسيس الطريق إلى الوحدة من جديد.
   لا يمكن أن يكون في مركز المؤتمر الاممي الموحّد إلا الأحزاب الشيوعية التي تقود وتدير حرب الشعب طويلة الأمد؛ فبدون وجود ودور هذه الأحزاب، يستحيل، في المرحلة الحالية، بناء مؤتمر موحد وتحقيق مستوى من الوحدة يسمح فيه بإعادة بناء منظمة أممية فعالة، كما كانت الحركة الأممية الثورية (ح.أ.ث. = MRI) منذ 20 عاماً.
   من الواضح أنه من الضروري تقييم إنجازات الحركة الأممية الثورية وحدودها حتى تتمكن هذه المنظمة من التقدم خطوة إلى الأمام.
   من ناحية أخرى، تعمل الانشقاقية ”الماوية أساساً“، باسم الماوية، على المحو بشكل تصفوي لتاريخ الحركة الأممية الثوريّة وعلى اتخاذ خطوة إلى الوراء، وهي خطوة بعيدة عن تجاوز الانقسام والتشرذم، بل تبلوره وتغذّيه.
   إنّ إعادة تأسيس المسار المقطوع يتطلب نقاشا وحوارا وصراعا بين الخطين، إلى جانب تطوير تحليل مُحدث (محيّن) للوضع العالمي، إلى جانب التنسيق ووحدة العمل الضروريين لكي تلعب الأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية الماويّة دوراً إرشادياً وتوجيهياً في الوضع الدولي الراهن الذي يتسم من جهة بتقدم الحرب الإمبريالية، والفاشية الحديثة واشتداد القمع والبؤس والاستغلال للبروليتاريا وشعوب العالم، ومن جهة أخرى بالنضالات البروليتارية والمناهضة للإمبريالية في العالم وبمقاومة الحروب الشعبية في البلدان التي تتطور فيها وفي تلك التي يجري الإعداد لها ببناء أحزاب شيوعية من نوع جديد، أحزاب ماركسية لينينية ماوية.
   وتتطلب هذه المهمة الثانية إصدار بلاغات ضرورية مشتركة وحملات موحدة ودعم الحروب الشعبية الجارية، وخاصة حرب الشعب في الهند بقيادة الحزب الشيوعي الهندي (الماوي).
   ويطالب المؤتمر الأممي الموحد الجديد بصياغة إعلان مشترك جديد كأساس للدعوة إلى عقده، ثم مناقشته وتعميقه وإقراره في المؤتمر، ليصبح أساس التنظيم الأممي الجديد في وضع خط عام جديد للحركة الشيوعية العالمية، في مرحلة من التقدم، ولكنها لا تزال بعيدة عن بناء أممية شيوعية جديدة.
   يمكن للجميع أن يرى أن عمل الرابطة الشيوعية الدولية يسير في الاتجاه المعاكس لهذا، سواء من حيث المضمون أو الأسلوب.
   إن الرابطة الشيوعية الدولية تنكر مجمل الماركسية اللينينية الماوية، وتحليل ماركس للمجتمع الرأسمالي على أسس علميّة، والتحليل اللينيني للإمبريالية الذي لا يزال ساري المفعول، والمساهمات العالمية لماوتسي تونغ التي أدرجت في التقييم النقدي لبناء الاشتراكية في روسيا وشخصية ستالين، الذي لا يزال يعتبر ماركسياً لينينياً عظيماً، في إطار استمرار الثورة ومرحلة دكتاتورية البروليتاريا، الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى وهدفها الأساسي: يجب على البروليتاريا أن توجّه كلّ شيء، في التطوير الذي حدث في الفلسفة، في مفهوم صراع الخطين، في إثراء الاستراتيجيا العسكرية للبروليتاريا - لتشويه كل شيء في استبدال دوغمائي-تحريفي جوهريّ للماوية وتحويلها إلى صيغة من ”الخلاصة الجديدة“.
   وبهذا المعنى، فإن الرابطة الشيوعية الدولية هي استجابة خاطئة لضرورة تقدم الماركسة اللينينية الماوية، مما يجعل تقدم الماركسية اللينينية الماوية أكثر ضرورة ولا غنى عنه كدليل للثورة البروليتارية العالمية.
   إن مهمتنا كحركة شيوعية أممية هي تعزيز التحليل الاقتصادي والسياسي للنظام الرأسمالي/الإمبريالي العالمي؛ علينا أن نقدر دروس الانتصارات، وخاصّة دروس الهزائم التي لحقت بالحركة الشيوعية العالمية التي أثرت على الدول الاشتراكية وثورات الديمقراطية الجديدة في البلدان المضطهَدة من قبل الإمبريالية والنضالات من أجل الثورة البروليتارية داخل البلدان الإمبريالية. إن المؤتمر الأممي الموحّد يعتبر أن العمل الذي لا يزال قيد الإنجاز، وإلى حد كبير، لا يزال بحاجة إلى القيام به، يبدأ بالتأكيد باستعادة مبادئ الأممية الاشتراكية بكاملها، والتراث التاريخي للأممية الأولى والثانية والثالثة والموروث الإيجابي لمعركة بناء وإعادة بناء الأحزاب الشيوعية في المدى الممتدّ من الثورة الثقافية إلى الحركة الثورية الأممية.
   وبهذه الطريقة فقط يمكن للمؤتمر الأممي أن يكون خطوة ثانية على طريق المنظمة الأممية الماركسية اللينينية الماوية الجديدة المتلائمة مع هذه المرحلة، ويمكنه أن يعمل تحت نيران الصراع الطبقي وفي ارتباط وثيق مع الجماهير، من أجل الخط العام اللازم لمواجهة مشاكل المرحلة الراهنة في العالم بين الرأسمالية/الإمبريالية والبروليتاريا والجماهير المضطهَدة.
   تتمثل إحدى المهام المهمّة في إعادة تأكيد وإعادة ترسيخ وتطبيق المفهوم الماركسي اللينيني الماوي للحزب. ورفض ما تقدمه الرابطة الشيوعية الدولية على أنه ”تطوير وابتكار“، وهو في الواقع انحراف.
   في البلدان الإمبريالية، تُنكر الرابطة الشيوعية الدولية نظرية، وخصوصا، ممارسة بناء الحزب كطليعة ووحدة للبروليتاريا وفقط بهذا الشكل، قادر على أن يكون معترفاً به كقيادة للجماهير الشعبية. إنّه يستحيل تنظيم البروليتاريا وقيادتها على طريق الثورة بدون مثل هذا الحزب.
   من الواضح للجميع أن مجموعات وأعضاء الرابطة الشيوعية الدولية في البلدان الإمبريالية، في الوقت الذي ينتجون فيه الدعاية والتحريض النضالي، غير قادرين على الإطلاق، سواء على المستوى الأيديولوجي أو السياسي، أو على مستوى العمل الجماهيري، على بناء مثل هذا الحزب.
   وبعيداً عن كونه من مخلفات الماضي، لا يزال مثل هذا الحزب هو السلاح الوحيد لتوحيد الماركسية اللينينينة الماوية مع الطبقة، والاشتراكية مع الحركة العمالية، من أجل خوض معركة حقيقية ضد استمرار التحريفية ممثلة بأحزابها ومنظماتها، والنقابية البرجوازية التي هي وكيلها في الطبقة وبين الجماهير.
   وبدون مثل هذا الحزب، يستحيل تحويل الحركة الحقيقية للطبقة والجماهير نحو المسار الثوري والكفاح المسلح والكفاح الثوري من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية وإقامة ديكتاتورية البروليتاريا.
   إنّ نفس الابتكارات العميقة في البلدان المضطهَدة من قبل الإمبريالية تتطلب أن يتحقق تطور مسار حرب الشعب في هذه البلدان بأشكال مستحدثة ومختلفة وفقاً للتجربة العظيمة للصين الشعبية، ودائماً على أساس مساهمات وتعاليم ماو الأساسية.
   بالمقابل، ومن الواضح تماماً أن إعادة إنتاجها بأشكال دوغمائية ونمطية بعيداً عن أن تكون في صالح الحروب الشعبية ومساهمتها في تطويرها يجعلها غير ناجحة نظرياً وفكرياً وبرنامجياً ومتخلفة وفقاً لمتطلبات تطور وتقدم تلك الحروب الشعبية.
   إنّه امن الضروري العمل في خضمّ نيران الصراع الطبقي في ارتباط وثيق مع الجماهير من أجل المساهمة الفعلية في وضع الماركسية اللينينية الماوية على رأس الموجة المستقبلية الجديدة التي لا غنى عنها للثورة البروليتارية العالمية وتوجيهها. إن الأمر متروك لنا جميعا، كأحزاب ومنظمات ماركسية لينينية ماوية، أن نخطو خطوة إلى الأمام بالتعاون والتواضع والوضوح والعلم من أجل الاستجابة على الصعيد الدولي وفي كل بلد نتواجد فيه للمهام التي تنادينا وتطلبها منا البروليتاريا وجماهير الشعب.
بعض الملاحظات التي نعمل على تعميق النقد فيها:
- تتناقض الذاتية، في تحليل الوضع العالمي، مع التحليل الموضوعي وبالتالي تختزل مهام الشيوعيين، وهي مهام معقدة، إلى مهام سطحية.
- من الضروري أن ننتقد تلك القوى مثل الحزب الشيوعي التركي/الماركسي اللينيني التي أعلنت في اجتماعاتها وكتاباتها أنها لا توافق على مقولة عالمية حرب الشعب، ولا مفهوم ”الماوية أساساً“ وترجمته إلى الاعتراف بعالمية ”الفكر التوجيهي للرئيس غونزالو“؛ ومع ذلك، فهي في الرابطة الشيوعية الدولية التي تقوم على هذين المفهومين بالضبط؛ وإنكار ذلك هو محض نفاق.
- يجب أن نعمل ليس فقط على التعبير عن المواقف والأطروحات الصحيحة، بل يجب أن نعمل على المستوى العملي على التقدم في بناء الشروط العضوية - السياسية - الإيديولوجية لمؤتمر أممي للماركسيين اللينينيين الماويين. وهذا يتطلب إقامة علاقات واجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف في صفوف كلّ الحركة الماركسية اللينينية الماوية. العمل في خضمّ الصراع الطبقي في اتصال وثيق مع الجماهير الذي يوحد العمل الوطني لكل حزب ومنظمة مع العمل الأممي.
- يجب أن يكون للإعلانات المشتركة القدرة على مخاطبة حركات التضامن الحقيقية مع فلسطين والتواصل معها، ومع النضال ضد الحرب الإمبريالية، ومع النضال ضد القمع، والتضامن مع السجناء السياسيين، والنضال النقابي والشعبي ضد الاستغلال والبؤس والقمع. لذلك لا داعي لإعلانات تستند إلى مقولات صحيحة من الناحية النظرية المجردة ولكنها لا تستند إلى تحليل ملموس لوضع الحركات، وهو وضع يجب ألا يتم تشويهه باسم الذاتية، والمبالغات التي هي دائمًا شكل من أشكال ”عبادة العفوية".
- من الضروري أن يخدم هذا العمل، في مفهومه وطريقته، المصلحة العامة للحركة الشيوعية العالمية وليس التأكيد دائما، ذو الطابع الطائفي/السكتاري والتروتسكي، على فصيل في حدّ ذاته. إن حرب الشعب التي يتحدث عنها الدوغمائيون/المراجعون هي حرب ذات مرجعية ذاتية ومجردة، إنها تأكيد لفكرة تخلق الواقع. لقد قامت الأحزاب والمجموعات ”الماوية بشكل أساسي“، مع الدور القيادي للرفاق من البرازيل، بتخريب ومهاجمة اللجنة الأممية لدعم حرب الشعب في الهند، التي قامت في السنوات الأخيرة بحملات على صلة وثيقة دائماً بالحزب الشيوعي الهندي (الماوي) والاحتياجات الحقيقية لدعم حرب الشعب. من الواضح تماماً أن تخريب عمل اللجنة لتأكيد عمل دعائي لدعم فصيلها كان ضرراً موضوعياً ليس فقط للّجنة، بل لحرب الشعب في الهند وللحزب الشيوعي الهندي (الماوي) في الهند، الذي يتم دعمه بالكلام، بينما يتم الهجوم عليه في كل اجتماع داخلي.
- لقد تم التعبير عن الرؤية التحريفية الدوغمائية من قبل ”الماوية أساسا“ بشكل واضح بمناسبة الحرب في أوكرانيا، حيث تم دعم أوكرانيا زيلينسكي علانية باسم مركزية نضال الشعوب المضطهدة، وتم التعتيم على طابع الحرب بين الإمبرياليات، وهي حرب بالوكالة في أوكرانيا، مما أدى إلى إضفاء موقف يميني على الحركة الماركسية اللينينية الماوية، الأمر الذي أضر بالنضال البروليتاري والمناهض للإمبريالية.
- تعارض أحزاب ومنظمات الرابطة الشيوعية الدولية البَلشَفَة وطابعها الأساسي في منهج الأحزاب الماركسية اللينينية الماوية وعملها التأسيسي في جميع أنحاء العالم، سواء في البلدان الإمبريالية أو في البلدان المضطهَدة من قبل الإمبريالية، وذلك بهدف معارضتها (البلشفة) بمفهوم ”العسكرة“ المشوّه الذي لا يتوافق مع الماركسية اللينينية الماوية لا أيديولوجياً ولا نظرياً ولا سياسياً ولا تنظيمياً.
-----
ترجم النصّ الى العربية "طريق الثورة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق