الجمعة، 28 نوفمبر 2025

هل يحمل الانقلاب العسكري في غينيا بيساو تحوّلا لفائدة البلاد ؟

 
أطاح الجيش في غينيا بيساو بالقيادة المدنية، ونصب اللواء هورتا إنتا رئيسا انتقاليا، بعد يوم واحد من استيلاء الجنود على السلطة في خطوة نفذت قبل إعلان نتائج الانتخابات في نهاية الأسبوع.

ووصل الرئيس المخلوع عمر سيسوكو إمبالو إلى السنغال على متن طائرة خاصة، عقب تدخل من التكتل الإقليمي لغرب إفريقيا، وفق بيان لوزارة الخارجية السنغالية.
وأعلنت "القيادة العسكرية العليا لاستعادة النظام" في بيان متلفز يوم الأربعاء أنها استولت على السلطة، معتبرة أن هذه الخطوة جاءت ردا على خطة لزعزعة الاستقرار يشارك فيها سياسيون وتجار مخدرات، من دون تقديم تفاصيل إضافية. وظهر إنتا مرتديا زيا عسكريا ومحاطا بمسؤولين في أول ظهور علني له كقائد جديد خلال مراسم بثها التلفزيون الرسمي. وقال إن الانقلاب جاء لإحباط ما وصفه بمؤامرة من "مهربي المخدرات" تهدف إلى "السيطرة على الديمقراطية الغينية"، موضحا أن المرحلة الانتقالية ستستمر عاما واحدا بدءا من الآن. وفي مراسم أداء اليمين في وقت لاحق، عيّن اللواء توماس جاسي رئيسا لأركان الجيش.
وجاء الاستيلاء على السلطة قبل يوم من الموعد المحدد لإعلان النتائج الأولية للسباق الرئاسي بين إمبالو وفرناندو دياس البالغ من العمر 47 عاما، وهو وجه سياسي جديد برز كمنافس رئيسي.
وقبل إعلان الانقلاب، دوت أصوات إطلاق النار في العاصمة بيساو لمدة ساعة تقريبا يوم الأربعاء قرب مقر اللجنة الانتخابية والقصر الرئاسي، فيما اتصل إمبالو بوسائل إعلام فرنسية معلنا أنه تمت الإطاحة به.
وقد شهدت البلاد ما لا يقل عن تسعة انقلابات ومحاولات انقلاب بين عام 1974، تاريخ استقلالها عن البرتغال، وعام 2020 حين تولى إمبالو منصبه.
هذا الانقلاب هو التاسع في سلسلة الانقلابات التي عرفتها منطقة غرب ووسط إفريقيا خلال الخمسة أعوام الاخيرة. وقد حمل بعض هذه الانقلابات تحوّلات هامّة في طبيعة السياسات والعلاقات الخارجيّة التي كانت تربط بعض دول المنطقة بالقوى الاستعمارية القديمة والجديدة.
 

فهل يسير قادة الانقلاب في غينيا بيساو في نفس النّهج الذي سار فيه سابقوهم في الدّول التي رفعوا فيها شعار "السيادة الوطنية أوّلا" وطردوا من أراضيهم بقايا المستعمرين الذين ظلوا ينهبون خيرات الشعوب الأفريقية عن طريق وكلائهم (الكلاب المتمرّغة) في تلك البلدان؟ وهل حقّا سيحملون إلى شعوبهم بشائر التحكّم في ثرواتهم وخيراتهم الطبيعيّة بدل من تسليمها للشركات الرأسمالية الكمبرادوريّة بأبخس الأثمان أو حتّى بالمجان أو مقابل بعض الأسلحة التي يستغلها أمراء الحروب في إثارة الفتن الطائفية والقبليّة والحروب الأهليّة ويعلنون بالتالي استفاقة المارد الإفريقي من عصور الاستغلال والاضطهاد والهيمنة الإمبرياليّة ؟ أم أنّ هؤلاء العساكر المنقلبين الجدد سيكتفون بتغيير صور الحكّام مع الإبقاء على نفس السياسات ونفس العلاقات غير المتكافئة القائمة على الاضطهاد الممارس من قبل القوى الإمبرياليّة وعلى استغلال الطبقات الكادحة ومراكمة الأرباح بيد حفنة قليلة من الرجعيين الجدد مقابل إزاحة الرجعيين القدامى ؟

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق