الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

مـــا العمـــل ؟

افتتاحيّة العدد 12، أوت 2013

   مع اغتيال الشهيد محمد البراهمى ازدادت الأوضاع الأمنية سوءا في مختلف أنحاء البلاد فانفجرت قنابل وألغام لا  لتحصد فقط أرواح الجنود في جبل الشعانبي وإنما أيضا أرواح بعض من كان يعدها وتمت تصفية عناصر من الوحدات الخاصة في الجيش والتمثيل بجثثهم كما جرت مداهمة أوكار الجماعات المسلحة وهو ما أدى إلى قتل البعض وجرح البعض الآخر فضلا عن اعتقال عدد من مهربي الأسلحة خاصـة في الحدود التونسية الليبية.

   و في الإطار نفسه تتعالى الأصوات ضمن الرجعية الدينية الحاكمة متوعدة المتمردين على "شرعيتها" بالسحل والقتل والدفن أما الرّجعية الليبرالية فقد أنشأت هي الأخرى ميليشياتها واستنفرت قواها وأصبحت تسرح وتمرح دون رقيب حتى أنها لا تجد حرجا الآن لكي تعلن ارتباطها بالدساترة من بورقيبة إلى بن علي وقد وفرت لها الجبهة الإصلاحية غطاءً مناسبا لتشق طريقها بسهولة إلى قلب الحركة الشعبية بالتحالف رسميا معها وهي التي كانت تنفي سابقا كل إمكانية لتحالف من هذا القبيل .

   و يجد الشعب نفسه في وضع لا يحسد عليه بعد أن خذله أغلب من كان يتكلم باسمه فهو بين فكّي كمّــاشة فاليمين الليبرالي التابع للامبريالية أمامه واليمين الديني وراءه وكل طرف يحاول جاهدا استثماره لتوظيفه لصالحه كقوة ضغط للمساومة مع الطرف المقابل.

و هذا الوضع المناسب تماما للرجعية ما كان له أن يسود لو لا تشتت صفوف الثوريين وانتشار نزعات الفرقة والانعزال والانقسام بينهم واغترار العديد من المناضلين بالبروباغندا الإصلاحية التي وجدت في الإعلام الأصفر وسيلة مثالية لترويج سمومها ممّا انعكس سلبا على تأثير الثوريين في حركة المقاومة الشعبية وتزايد نفوذ الرجعية والإصلاحية داخلها وهو ما نبّهت إليه جريدة طريق الثورة مرارا وتكرارا ودعت إلى الإسراع  بتجاوزه.

   وغنيّ عن البيان أنّ الأوضاع تتجه حتى الآن نحو الأسوء بما في ذلك  اندلاع مواجهات أشد عنفا ودموية وفرض جو عام  من الترويع والخوف  في طول البلاد وعرضها فقد مرت الرجعية السوداء إلى تطبيق تهديداتها وهي تقرع الآن طبول الحرب.

   و بالرغم من ذلك فإن الوقت لا يزال يتسع لتلافى الكارثة المحدقة إذا ما حسم الثوريون أمرهم و اتحدوا فورا وتخلص المترددون من ترددهم دون نسيان أنّ الشعب الذي قاوم عتاة أشد قوة وقسوة مصمم على الكفاح والنصر وإذا كان اليوم يواصل نضاله عاري الصدر تقريبا على مستوى التنظيم فإنه سيزداد صلابة إذا ما توفرت له أسلحته التنظيمية  الأساسية ولن يلبث أن ينتصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق