الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

حكّـــام الشّــؤم !

 رئيس حكومة يتوعّد الشعب بالمــوت !

   صرّح رئيس الحكومة، خلال كلمته الإعلامية مساء الاثنين 9 نوفمبر 2020، بأنّ الوضع الصحيّ في تونس خطير جدّا بسبب تفشّي وباء كورونا في البلاد بشكل سريع. وحذّر رئيس الحكومة من أنّ عدد الوفيات نتيجة الإصابة بهذا الوباء سيبلغ ما بين 6 و7 آلاف وفاة وحتّى أكثر محمّلا الشّعب المسؤوليّة نظرا لعدم الالتزام بتطبيق البروتوكولات الصحيّة وخصوصا حمل الكمامة مهدّدا بالحزم والصرامة في تطبيق القانون ضدّ المخالفين لتطبيق هذا البروتوكول وكذلك ضدّ من لا يلتزمون بقرار منع التنقّل بين الولايات.

   وبعيدا عن النّظر في تحميل المسؤوليات المقلوبة وعن التّهديدات المعلنة، فإنّ رئيس الحكومة، ومن خلال ما صرّح به بشّر التونسيين بأيّــام سوداء ومظلمة تنتظرهم في قادم الأيّام أكثر ممّا عليه الوضع الآن والحـال أنّ التونسيين لا يجهلون ما ينتظرهم في ظلّ حكومات لم تتنبّه لهذا المستقبل المظلم والأسود لمّا فتحت الحدود دون رقابة أمام حاملي الفيروس ولم تلتزم بتطبيق بروتوكولاتها الصحيّة التي تمّ إقرارها آنذاك وتمّ التخلّي عليها بسبب ضغط رؤوس الأموال ولم يتحرّك لها ساكن لمّا عاود الوباء الانتشار وبدأ يحصد العشرات والمئات ثمّ الآلاف... الآن فقط استفاقت دولتنا، الآن فقط لأنّ المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المصابين الذين تستوجب حالتهم تنفيا اصطناعيّا او انعاشا، أي أنّ اغلب من سيكونون في دائرة الخطر ستكون إمكانيّة إنقاذهم من الموت صعبة جدّا إن لم نقل مستحيلة. وهكذا، فإنّ الحكومة الحاليّة ومن ورائها الدّولة بدل إصلاح الخطأ السّابق عبر تجهيز المستشفيات بما يكفي، ها هي تتوعّد الشعب بآلاف من الموتى، وبدل أن تزيد في وسائل الاستشفاء ها هي تتوعّدنا بمزيد من المقابر.

وزير صحّة يطيل أمـد المـوت !

   مصدر الشّؤم الثاني كان وزير الصحّة، الذي صرّح في إحدى القنوات التلفزية مساء الثلاثاء 11 نوفمبر 2020، أثناء ردّه حول رأيه من التوصّل إلى لقاح للفيروس، بأنّ هذا اللقاح لن يصل إلى تونس إلاّ في شهر ماي أو جوان المقبل  ! وهو بذلك يطيل في مدّة الأيّام السّوداء والمظلمة التي ستحلّ أو هي حلّت بهذا البلد.. وهذا لا يعني شيئا غير أنّ هذه الحكومة ومن ورائها دولتنا الموقّرة قد استسلمت للوباء وليس في نيّتها او برنامجها ان تسعى إلى توفير هذا اللّقاح في أقرب الأوقات. بل إنّ السيد وزير الصحة أضاف بأنّ هناك موجة ثالثة من الوباء تنتظرنا في الشهور القريبة القادمة (فيفري-مارس) وكأنّه يتوعّد الشعب بحرب قادمة.

   هؤلاء هم مسؤولو الشّــؤم، مسؤولون عاجزون، مسؤولون لا يتحمّلون المسؤوليّة بل يُلقونها على الشعب، هؤلاء لا يتوانون عن تهديدنا بالمـوت المحدق وهم المسؤولون عن نشره وتفشّيه.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق