أرجع الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ الفلسفة فريد العليبي في تصريح لـ”JDD” جذور ارتباط شهر جانفي بالانتفاض الثوري إلى فترة الاستعمار الفرنسي، حيث انطلقت الحركة الوطنية المسلحة وحركة المقاومين في شهر جانفي 1952 مضيفا ”فتحت انتفاضة 26 جانفي 1978 شهية الشعب لشهر جانفي، يومها نفّذ الاتحاد العام التونسي للشغل اضرابا عاما كبيرا سقط فيه عدد من الشهداء.. جاء بعده تاريخ عملية قفصة في شهر جانفي سنة 1980 واعقبتها انتفاضة 3 جانفي 1984".
واعتبر العليبي انه بربط المواعيد التي جدّت في تونس على امتداد سنوات خلال شهر جانفي نشأت للشهر رمزية خاصة لدى عموم التونسيين ومن هنا اصبحت القوى النقابية والسياسية والطلابية تنظر لهذا الشهر باعتباره حمالا لرمزية الانتفاض ولهذا دأبت هذه القوى على الخروج فيه للاحتجاج تقديرا واحتفاءا برمزيته واستجلابا للزخم الثوري الذي يمثله.
زخم شهر جانفي متواصل
عاد المحلل السياسي فريد العليبي الى التحركات
الاحتجاجية التي جدت في الأيام القليلة الماضية والتي ما تزال متواصلة، معتبرا أن
زخمها موجود ومتواصل لافتا إلى انها نجحت في تغيير المشهد، عبر تغيير زاوية النظر
الى الاحتجاج الاجتماعي لتصبح ايجابية، موضحا “لأول مرة يعترف رئيس الحكومة بوجود
أزمة وفي هذا دلالة على أن التحركات الاجتماعية غيرت المعادلة السياسية الحالية
وأجبرت السلطة القائمة على الاعتراف بواقع الامور وعلى تغيير خطابها”.
واعتبر العليبي أن الحراك الاجتماعي
أثر على الإعلام الوطني من جهة وعلى السياسين من جهة أخرى كما أثر دوليا اذ أصبح
ينظر الى نظام الحكم القائم في تونس على أنه نظام غير شعبي يعتقل الأطفال والشبان،
بحصيلة 1200 شخص موقوفين على خلفية هذه الاحتجاجات، مرجحا أن يستمر الانتفاض في
الأسابيع القادمة.
جانفي شهر الثورة، هو الشهر الذي
يخشاه الحكام ويحسبون له ألف حساب، شهر يمر صعبا عليهم حدّ أن يشعروا أحيانا أنه
الشهر الذي لا ينتهي، في مقابلهم ينتظره أبناء الشعب ويسعون لاستجلابه واستحضاره
طلبا لدعم نفسي يشحنهم للخروج مطالبين بتحسين أوضاعهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق