الجمعة، 5 مارس 2021

الصّداقــة الكُبـــرى

   هذا النصّ كتبه الرّفيــق ماوتسي تــونغ إثر وفـاة ستالين في 1953.


   إنّ أكبــر عبقرية في العصر الحاضــر، أعظم مرشد للحركة الشيـوعية الأمميّـة، ‏رفيق النضال للينيــن الخــالد، الرّفيــق جوزيف فيساريونوفيتش ستــالين، قد قال وداعا ‏وإلى الأبد.‏

   إن مساهمة الرفيق ستالين في عصرنا، سواء على الصعيد النظري أم على صعيد ‏الممارسة، لا تقدر. فقد كان ستالين ممثل العصر الجديد الذي ننتمي إليه. ولقد قاد ‏نشاطه الشعب السوفياتي والشعب الكادح في الأقطار كافة إلى قلب وضع العالم ‏بأسره ، عن طريق انتصار القضية العادلة للديمقراطية الشعبية وللاشتراكية في جزء ‏كبير من العالم، في ثلث الكرة الأرضية الذي يضم ما ينيف على 800 مليون نسمة ‏من السكان...‏

   لقد طوّر الرفيق ستالين الماركسية – اللينينية على جميع المستويات، بصورة تبقى ‏ذكرا دائما ... لقد طور الرفيق ستالين بصورة خلاقة نظرية لينين حول لا تساوي ‏تطور الرأسمالية، وحول إمكانية انتصار الاشتراكية في قطر واحد من البداية، ‏وساهم الرفيق ستالين على نحو مبدع في نظرية الأزمة العامة للنظام الرأسمالي، ‏وساهم في نظرية بناء الشيوعية في الاتحاد السوفياتي، ونظرية القوانين الاقتصادية ‏الأساسية للرأسمالية والاشتراكية في عصرنا، ونظرية الثورة في المستعمرات ‏وأنصاف المستعمرات. وطور الرفيق ستالين علاوة على ذلك وبصورة خلاقة نظرية ‏لينين حول بناء الحزب. وجميع نظريات الرفيق ستالين الخلاقة هذه حققت المزيد من ‏التقدم لوحدة عمال العالم قاطبة، وكذلك وحدة الطبقات والشعوب المضطهدة في ‏العالم قاطبة. لقد رفعت إلى مستوى منقطع النظير نضال وانتصارات الطبقة العاملة ‏والناس المستغلين في العالم بأسره من اجل التحرر والسعادة. وجميع مؤلفات الرفيق ‏ستالين وثائق ماركسية لا ينضب لها معين. إن مؤلفاته "أسس اللينينية" و "‏تاريخ الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي" وكذلك مؤلفه الكبير الأخير "‏المشكلات الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي"، لهي موسوعات ‏للماركسية – اللينينية، وهي تشكّل تركيب الحركة الشيوعية الأممية منذ مئة عام... ‏ولقد بحثنا نحن الشيوعيون الصينيون، شأننا شأن شيوعيي سائر بلدان العالم، في ‏مؤلفات الرفيق ستالين العظيمة عن انتصارنا الخاص.‏

‏   لقد كان ستالين، منذ وفاة لينين، الشخصية المركزية للحركة الشيوعية العالمية. كنا ‏نرصّ الصفوف حوله، ونسأله النصح باستمرار، ونستمد باستمرار قوى فكرية من ‏مؤلفاته. وكان الرفيق ستالين ممتلئا حماسة تجاه شعوب الشرق المستغلة. هذا ما كانه الشعار العظيم للرفيق ‏ستالين قبل ثورة أكتوبر وبعدها. والعالم أجمع يعرف أن الرفيق ستالين كان يحب ‏بحرارة الشعب الصيني، ويقدر أنّ قوة الثورة الصينية أكبر من أن تقدّر. ولقد كان ‏يدلل على حكمة سامية جدا بصدد مشكلات الثورة الصينية. ولئن كان الحزب ‏الشيوعي الصيني والشعب الصيني قد حققا، منذ بضع سنوات، نصرا تاريخيا، ‏فإنما ذلك بفضل إتباع مذهب لينين وستالين وتأييد الدولة السوفيتية العظيمة والقوى ‏الثورية في جميع البلدان.‏

   و لقد فقدنا الآن مرشدنا العظيم وأخلص أصدقائنا : الرفيق ستالين. أنها لكارثة مروّعة ‏‏! وهذه الكارثة تسبب لنا حزنا يستحيل وصفه بالكلمات.‏

   ومهمّتنا أن نحوّل حزننا إلى قوة، وتخليدا لذكرى مرشدنا الأكبر ستالين، سيعمل ‏الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني والشعب الصيني من جهة أولى، ‏والحزب الشيوعي السوفياتي والشعب السوفياتي من الجهة الثانية، على تعزيز ‏أواصر الصداقة العظيمة التي تجمع بينهم تحت اسم ستالين إلى غير ما حدود في ‏المستقبل...‏

   إنّ الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي حزب أسسه شخصيا لينين وستالين، الحزب ‏الأكثر تقدما والأكثر تمرسا والأفضل تكونا في العالم من وجهة النظر الأيديولوجية. ‏ولقد كان هذا الحزب قدوتنا في الماضي وفي الحاضر، وسيكون أيضا قدوتنا في ‏المستقبل. وإننا لعلى قناعة تامة بان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي، ‏وعلى رأسها الرفيق مالنكوف، والحكومة السوفيتية قادرتان بكل تأكيد على تحمل ‏مسؤولية تراث رغبات ستالين الأخيرة وعلى تحقيق المزيد من التقدم لقضية ‏الشيوعية الكبرى، وعلى جعلها اكبر وأعظم أيضا...‏

   إنّ الصداقة الكبيرة بين شعبي الصين والاتحاد السوفياتي غير قابلة لأن تتزعزع، ‏لأنّ صداقتنا مبنية على أساس المبادئ الأممية الكبرى لماركس وانجلز ولينين ‏وستالين...‏

    ولا ريب في أنّ القوة المتولّدة عن هذه الصداقة لا ينضب لها معين ولا يقف في ‏وجهها شيء.‏

ألا فليرتعد جميع المعتدين الامبرياليين وجميع مجرمي الحرب أمــام صداقتنا ‏العظيمة !.‏

عاش مذهب ماركس وانجلز ولينين وستالين !‏

  ‏    إنّ ذكرى ستالين لن تفنى !‏

-----------------------------------

المصدر:  ماركسية ماو تسي تونغ / نصوص غير متداولة‏، ‏ إعداد جورج طرابيشي‏، دار الطليعة، بيروت، ص.ص. ‏204-206.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق