الأحد، 14 مارس 2021

بيــن مسرحيْــن * فاروق الصيّاحي

 

  في 13 مارس 2013، تمّت ترقية "وزير الرش"، علي العريّض، من وزير داخليّة إلى رئيس حكومة، وفي نفس اليوم فارق عادل خذري الحياة، بعد ان أضرم النّار في جسده قبل يوم أمام المسرح البلدي في مدينة تونس.

 

الفصل الأوّل :

وزير الرشّ يقدّم الوزارة

فيما بائع السّجائر التّعيس

يحترق في شارع الرّئيس

أسرعْ من السيجارة

ليخرج من مسرح الحياة

إلى مسرح الحضارة

الفصل الثّاني :

معالي الوزير.. سابقا

معالي الرّئيس.. لاحقا

في مجلس التّأسيس

تهزّه الأناقة والحرارة

ينصتُ إلى النوّاب

ويلعن بائع السّجائر

وأعوان البوليس :

"لمَ لمْ يمنعوا الحريقْ ؟"

ويهمس إلى ظلّه مختنقا :

"أ أصير أم لا أصير الرّئيس ؟"

الفصل الثّالث :

في مشهد كوميدي

وزير الرشّ يربح الرّئاسة

فيعلو خلفه التّصفيق

يعلو صياح دجاجٍ

قيق.. قيق.. قيقْ

وتزدادُ الحماسة

تدفعُ ديكا إلى التّحليقْ

..

وغير بعيدٍ عن مسرح الدّواب

جثّةُ عــادل تطوي الطّريق

تطاردُ أم تطاردها الكْلابْ 

الفصل الرّابع :

عــادل يُرفع على الأكتاف

عاليا يُرفعُ وعاريا يحومُ

طليقا في الفضاء الطّلق

يلمحُ من فوقٍ شعر الرّئيسْ

فينطلقُ النّشيدُ الهتافْ :

رويْدكْ رئيسْ الرشْ

كرسيّكْ من حطب وقشْ

وأنا من ربعٍ بلا ضفافْ

رأسي سقط في كرم التّين الشوكي

وكبرتُ من جوعٍ وعطشْ

بيدي أحرقتُ جسدي

ولم ارتعشْ

فلتحذرْ جوعي

ورمادا تحت التراب

يستحيلُ يوما إلى حريقْ

تونس، أفـــريل 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق