الجمعة، 12 مارس 2021

المثقفون التونسيون وصراعات اليمين‎: ‎‏ الشيخ والمثقف ‏

 

بقلم فريـــد العليبي

   أغلب هؤلاء صحفيون وكتاب وأساتذة جامعات وفنانون الخ... عاش اغلبهم طويلا في الحضن الدستوري الدافئ... وعلى فائض قيمة كدح الشعب... لم يكن لهم ما ينتجونه غير تكرير ايديولوجيا النظام في مصافي الثقافة الحزينة..قلة من هؤلاء تمردت فلحقها العسف...

   عندما هبّت ريح الانتفاض من اقاصي تونس ووصلت مركزها لم يصدق هؤلاء ما حدث.. كانت الرجة قوية ولكنها لم تتحول الى زلزال ...فاظهروا ثورية بائسة لبعض الوقت وعندما ايقنوا انها ثورة ملونة لا خوف منها سكنوا احزاب الدستور بعد انفجاره...دعّموا مرشحين للرئاسة مثل وزراء بن على السابقين وتباروا في اظهار الولاء والتأييد على الطراز الدستوري القديم.. والخوف يملأ القلب فقد استولى الشيخ على وظيفتهم الايديولوجية المبجلة....هؤلاء يعتقدون الان ان الحصان الدستوري قام من كبوته كما يؤكده الفتى الذهبي مالك سيغما كونساي... لذلك يحجزون لهم كراسي على صهوته...

   لم يكن حامد القروي وزير بن على الاول لعقود وباعث الحزب الذي سيعرف لاحقا باسم عبير وثورة التنوير يحلم بعودة الابناء الضالين فقد اعتقد انه خسرهم إلى الأبد... ولكن طمع المثقفين ليس له من حد.

   كتب الفلاسفة عن المثقفين وانواعهم بين عضوي وتقليدي وحقيقي ومزيف بل منهم من أنكر أصلا مفهوم المثقف... واليوم عندما نشهد حال المثقف العربي والتونسي كجزء منه وهو يحوم حول موائد السياسة نعثر على مادّة غنية للدراسة والتحليل واستنتاج الدروس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق