الأربعاء، 21 يوليو 2021

تونس: التلقيح كما الموت مجاني ومفتوح للجميع‎..‎

 

   ما قامت به الحكومة من خلال قرار فتح 29 مركزا للتلقيح ضدّ فيروس كورونا يومي 20 و21 جويلية 2021 (يوما عيد الإضحى) لاستقبال الرّاغبين في الحصول على جرعة ممّن تفوق أعمارهم 18 سنة هو أنّها فتحت الباب أمام السكان الذين لم يصابوا أو  لم يموتوا بالفيروس قبل العيد ليتحقّق لهم ذلك يوم العيد وبعده.

   أمّا رئيس الحكومة، وفي إطلالته البرقيّة التلفزيونية ليلة العيد، فقد تنبّأ بأنّ الوضع الوبائي ستخفّ وطأته في الأيام القريبة، وهنا يطرح السؤال التالي: أهذا غباء أم استغباء ؟؟؟ فأيّ مؤشّرات سمحت له بالوصول إلى هذا الاستنتاج وهو  كبير العالمين بدقائق السياسة التي تتّبعها حكومته في هذا المجال ؟ إنّها فعلا  محاولة يائسة لاستغفال واستغباء الجماهير والضّحك على ذقونها من خلال محاولة بيع أوهام كاذبة لا يصدّقها سوى المغفّلون والمصفّقون لتلك السياسة، والحال أنّ الزّمن لم يمهله سوى سويعات قليلة ليدحض "بُشراه" ويفنّد استنتاجه، فتلك الأيّام المفتوحة للتلقيح التي أعلن عنها تحوّلت في أولى ساعاتها إلى أيّام مفتوحة للموت. فقد انتشرت مشاهد التزاحم والتدافع والتجمّعات المهولة للسكان الذين تسابقوا للظفر  بجرعة من التلقيح الذي وعد به معالي رئيس الحكومة في كلمته.. وتدفّقت أنباء سوء التنظيم او غيابه في مراكز التلقيح المفتوحة وانباء نفاذ الجرعات في مراكز أخرى وتحوّلت بعض التجمّعات إلى احتجاجات.. وكان ما كان ممّا دفع برئاسة الحكومة إلى "تعليق" هذه الأيام المفتوحة وإقالة وزير الصحة...

سليانة، 20 جويلية 2021



القصرين، 20 جويلية 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق