الاثنين، 3 يناير 2022

القهوة و المسدّس** قصيد مهدى إلى الشّهيد فاضل ساسي في ذكراه

                                                                                                        فاروق الصياحي

على عادته، قالها و مشى..

على غير عادته، تناول قهوته، على عجلٍ و مشى

كان صباح كانون الثّاني يخبّئ أسرارهُ

كي يعلن انفجارهُ

وكأنّ الأرض التي امتلكت جروحه.. عطشى

تقدّم فيها كعادته، ومشى..

قفز من على باب المدينة العتيقة إلى ساحة الضجّة

حيث جنود الطّبقة والفئات المهمّشة

التحق بالضجّة.. وما ارتجّ

كانت خطاه أوسع.. من شارع الملكِ

كان صوته في شارع الملك أرفع..

من هامات النّخيل،

وأعلى من قصور الملك المرتعشة..

قاد المسيرة.. ومشى،

صاعدا، كصوته الصّاعد إلى السّماء

نحو النّخيل كي يلامسه

رأى النّخيل واقفا، فمضى هاتفا

والنّهار يهيّئ أسرارهُ..

في يوم حريّة قاتم !

كان يحمل بصدره شعوبا وأرضه ويسارهُ

يحلم معها بيوم حريّة قادم..

***

ظلّ يدقّ الأرض التي امتلكت جروحه

يشقّ الضجّة التي أحرقتها..

عصا البوليس الهشّة

ثمّ أحرقته

رأى النّخيل واقفا يهزّ شعره فرحا

رأى القاتل.. مثل كلّ السفّاحين أعشى

كان القاتل، مثل كلّ السفّاحين أعمى،

كان ماهرا.. كلّما تملّكته الحُمّى

ماهرا.. إذا صوّب أصاب المرمى

رأى المسدّس يطلق نارهُ

رأى النّهار يطلق أسرارهُ

ويعلن انفجارهُ...

لكنّه، كأشجار النّخيل القائمة،

ظلّ واقفا.. هاتفا لشموس قادمة

نازفا للأرض العطشى

الأرض التي امتلكت روحه وجروحه

المكناسي، 2003/12/1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق