الخميس، 3 فبراير 2022

الصّيد في المــاء العكر

أغبياء وجبناء (1)

   أغبياء أولئك الذّين أشاعوا أو صدّقوا إشاعة أنّ الدّولة قامت بطباعة أوراق ماليّة لتوفير لتسديد مرتّبات الموظفين، وهم أغبياء أيضا لأنّ ذكاءهم مكّنهم وحدهم دون غيرهم من التفطّن الى هذه الطّباعة دون أن يوفّروا أيّ دليل، وهم أغبياء كذلك لأنّهم يعتقدون أنّهم باختلاق مثل هذه الإشاعات أو بنشرها سيصدّقهم الكثيرون وسيبثّون فيهم الخوف والغضب خصوصا حين يؤكّدون أنّ الأشهر القادمة لن تكون هناك أموال لخلاص المرتّبات. وهم جبناء لانّهم لا يملكون الشّجاعة ليعلنوا أنّهم أخطأوا لمّا جاءهم التكذيب.

هؤلاء الاغبياء والجبناء سقط مخطّطتهم ومع سقوطه سقط ما بقي لديهم من مصداقيّة لدى البعض.

   والأخطر من ذلك، هو أنّ هؤلاء الأغبياء والجبناء يقدّمون خدمات مجانيّة لأعداء الشّعب والوطن، وهي خدمة دون مقابل فعلا بالرّغم من أنّهم يمنّون النّفس ان يقبضوا من وراء خدماتهم تلك ولو فتات الموائد لكنّهم سيضربون مرّة أخرى كفّا بكفّ ويتحسّرون عن تلك الخدمات التي ضحّوا من أجل أدائها. تلك هي الانتهازيّة التي جرّها غباؤ تكتيكاتها السياسيّة إلى الوقوف إلى جانب الرّجعيّة الدّينيّة وحلفائها مثلما وقفت سابقا في صفّ الرّجعيّة الليبراليّة في مواجهة الشعب والوطن.

أغبياء وجبناء (2)

   أغبياء أولئك الذين أشاعوا أو صدّقوا إشاعة أنّ البريد التونسي مكّن الدولة من أموال من مدّخرات المواطنين لتسدّد بها مرتّبات الموظّفين لشهر جانفي 2022، وهم أغبياء أيضا لأنّهم لا يمتلكون الدقّة حول ما يقولون، وهم أغبياء كذلك لأنّهم اعتقدوا أنّ الكثيرين سيصدّقونهم وسيتسابقون الى مكاتب البريد لسحب مدّخراتهم إن هم لحقوا بها أصلا وبالتالي ستعمّ الفوضى وسيسقط الانقلاب على المنقلبين ويعود جرحى الانقلاب إلى مناصبهم وتعود الديمقراطية والرّخاء والحريات.. وهم جبناء لانّهم لا يمتلكون الشجاعة ليعلنوا أنّهم كذبوا عندما جاءهم التّكذيب.

هؤلاء الأغبياء والجبناء سقط مخطّطتهم ومع سقوطه سقط ما بقي لديهم من مصداقيّة لدى البعض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق