في حوار له مع الجزيرة نت، صرّح الغنوشي بأنّ مظاهرة يوم 15 أكتوبر 2022 ستكون "مظاهرة كبرى" من اجل تحقيق "التحرير" وتحقيق "الانتصار بالنقاط" معوّلا في ذلك على جبهة الخلاص التي تضمّ عددا كبيرا من الرّافضين لـ "النظام الواحد أوحكم الفرد".
وقد أغرته جبهة الخلاص، فحلّق بأحلامه عاليا وبعيدًا إلى حدّ أنّه توهّم بانّ السلطة على قاب قوسين أو أقل من يديه، لذلك كان سيناريو استلامه الحكم جاهزا ومفصّلا حسب رغباته وشهواته، حيث يقول: "التجربة علمتنا أن الجيش والأمن يقفان في صف الشعب لذلك فيوم يتحرك الشعب فإن تقديرنا هو أن الجيش الوطني لن يطلق الرصاص لحماية قيس سعيد، وبالتالي عليه ألا يعول طويلا على القوة الصلبة لأنها قوة وطنية جُعلت لحماية الشعب وليست أداة بين يديه للقمع".
أمّا اليوم، وقد انقضى 15 أكتوبر 2022، فيبدو أنّ الغنوشي وحزبه وجبهته قد خسروا بالضّربة القاضية و"المظاهرة الكبرى" لم تكن سوى مظاهرة فاشلة وبالتالي تبخّرت أحلام الغنوشي في التّحرير وفي الاستيلاء على السّلطة.
فجبهة الخلاص التي عوّل عليها لحشد "الشّعب الذي لم يستجب لقيس سعيّد" ظهرت في صورة نمر من ورق لا يمتلك قادتها إلاّ القدرة على الصّياح والصّراخ وارتداء البدلات الأنيقة أمام عدسات آلات التّصوير، وثبت أنّها حصان خاسر. وحتّى قواعد حزبه التي قام بتحريكها من خلال الاجتماعات الجهوية التي أشرف عليها تحضيرًا للاحتجاج العارم ما أدّت وظيفتها..
وحتّى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزّمة، والتي عوّل عليها الغنوشي في تحقيق حلمه، لم يقدر هؤلاء الفاشلون على استغلالها وتوظيفها في تحقيق انقلابهم.
فيا لخيبة المسعى !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق