البيروقراطيّة

 بقلم فريد العليبي  

   هي شريحة اجتماعية ضمن الطبقة البرجوازية، بعض التصنيفات تعتبرها طبقة برجوازية بيروقراطية، لا مجرد شريحة، هي تستمد نفوذها من الوظيفة المكتبية التي تؤديها في المجتمع، انها مسؤولة عن الورق وما فيه من تنفيذ قرارات والاعداد لذلك التنفيذ، ومن هنا خطورتها، اذ بامكانها تعطيل او تسريع ذلك التنفيذ.

   في تونس هناك جيش من البيروقراطيين، فيه كسالى، وجبناء، ومرتشون، مثلما فيه نزهاء ومجتهدون .

   رئيس الجمهورية انتبه إلى ذلك، فقال مخاطبا رئيسة الحكومة: كل مسؤول في الإدارة إما أن يخدم المرفق العمومي وإما يترك المسؤولية وانه على كل من يتولى مسؤولية داخل الدولة تحمل واجبه المقدس تجاه الوطن والشعب فعدد غير قليل يعمل إما متوجّسا من اتخاذ أي قرار وإما أنه يسعى إلى تعطيل تنفيذ أي قرار، ولا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه خاصة وأن المشاريع موجودة وأموالها مرصودة.

   المتوجسون من اتخاذ القرارات وتطبيقها شعارهم اليوم : سايس روحك

الذين يعطلون تنفيذ القرارات شعارهم : دعها تتعفن .

   هذه الشريحة تتسم غالبا بطابعها المحافظ وهي عدوّة الثورات وخصم عنيد للجديد وكثيرا ما تموت الثورات على يديها خنقا بالورق.