قصف الطيران الحربي للاحتلال يوم 25 أكتوبر 2023 مخبز مخيّم المغازي في غزة ممّا أدّى إلى تدميره وتدمير عديد المساكن المجاورة له. وقد أسفر القصف عن عشرات الشهداء والجرحى وبقاء عشرات آخرين تحت الركّام.
وقد أوضحت صور الخراب الكبير الذي لحق المخبز والبنايات المجاورة والحفرة العميقة التي خلّفها القصف مدى همجيّة العدوّ وبشاعة السّلاح الذي يستعمله في القصف.
وليست هذه المرّة الأولى التي يستهدف فيه الطيران الحربي للكيان المحتلّ مخبزا منذ 7 أكتوبر، حيث تضرّرت عديد المخابز في مناطق مختلفة من القطاع إمّا إثر استهدافها بشكل مباشر او غير مباشر.
ويهدف الاحتلال من خلال توجيه ضرباته الجويّة للمخابز إلى حرمان الشعب الفلسطيني من الغذاء من جهة، فمخبز المغازي هو المخبزة الوحيدة التي تشتغل في مخيّم ذي كثافة سكّانيّة عالية، وكان هذا المخبز قد تحصّل على نصيبه من الدّقيق قبل قصفه بقليل من قبل وكالة الأونروا ليقدّم الخبز لعشرات الآلاف من سكان المخيم والنازحين إليه، ومن جهة أخرى يستغلّ العدوّ احتشاد عدد كبير من السكّان أمام المخابز ليحصد من خلال قصفه أكبر عدد ممكن من الضّحايا.
إنّ سياسة التّجويع والقتل الجماعي وحصد أكثر ما يمكن من الضّحايا هي إحدى ركائز الكيان المحتلّ التي يريد أن يسجّلها في سجلاّت انتصاراته الوهميّة وتدخل هذه السياسة في إطار محاولاته اليائسة لبثّ الرّعب وتخويف شعب تعوّد على التضحية والصّمود في وجه آلة التدمير والتّقتيل.. شعب كلّ ما زاد الاحتلال في جرائمه زاد هو تشبّثا بالأرض ودفاعا عن الوطن.
إنّه الشعب الذي انجب الشاعر توفيق زيّاد الذي كانت وظلّت وستبقى كلماته رصاصا يتسلّح به الفدائيون في كل لحظات الكفاح ضدّ المحتلّ ووحشيته:
فلتسمع كل الدنيا ... فلتسمع
سنجوع .. ونعرى
قطعا .. نتقطع
ونسفّ ترابك
يا أرضا تتوجع
ونموت .. ولكن
لن يسقط من أيدينا
علم الأحرار المشرع
لكن .. لن نركع
للقوة .. للفانتوم ... للمدفع
لن نخضع
لن يخضع منا
حتى طفل يرضع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق