بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة الذكرى الـ 106 لوعد
بلفور المشؤوميا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم.
يا كلّ الأحرار والشرفاء في أمتنا والعالم.
تأتي ذكرى وعد بلفور المشؤوم، في الوقت الذي تتواصل فيه
حملة الإبادة الجماعية، التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة البطل، وعلى امتداد الأرض الفلسطينية، بشراكة ودعم من الإدارتين الأمريكية والبريطانية، وكل قوى الشر والعدوان في العالم، بهدف استكمال إبادة شعبنا وتهجيره وصناعة نكبة ثانية للفلسطينيين تقضي على ما تبقى من وجودهم.نقف مجدداً اليوم أمام النكبة والمتسبب الحقيقي في كل ما تعرض له شعبنا من مذابح متواصلة، واستمرار تشريده وحرمانه من أبسط حقوقه الوطنية والإنسانية في العيش بحرية وكرامة على أرضه التي اغتصبت منه عنوةً نتيجة مؤامرة ما زالت فصولها وتداعياتها مستمرة حتى يومنا هذا. وتتجلى في الحقائق التالية:
أوّلاً: إن المشروع الصهيونيَّ ومركّباته مشروعٌ استيطانيٌ، كولونياليٌ توسّعيٌ، واكتسب خصائصَه في الاستئصال والإقصاء من مصدرين، أحدهما الاستيطانية الكولونيالية الأوروبية التي نجحت في بسط سيطرتها على المناطق التي ابتُليت بالاستيطان. ومن المضمون الأيديولوجي للحركة الصهيونية التي ترتكز على الفكر الإباديّ العنصري.
ثانياً: جاء وعد بلفور المشؤوم كإجراءٍ يخلو من أي وازعٍ أو ضميرٍ أخلاقي وإنساني وقانوني، أقدمت حكومة بريطانيا بشخص وزير خارجيتها جيمس آرثر بلفور، على إصدار وعد رسمي للمنظمة الصهيونية العالمية، ممثلةً بالصهيوني روتشيلد، باسم حكومة بريطانيا بأن تقدم كل أشكال الدعم والإسناد لإقامة ما أسموه (وطن قومي) لليهود، على حساب الشعب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي. رغم أن عدد اليهود في فلسطين في حينها لم يكن يتجاوز ٣٪ من أصل عدد سكان فلسطين في ذلك الوقت.
ثالثاً: جاءت التحولات الجذرية في الكيان الصهيوني لتكشف حقيقة هذا المشروع، ولتزيل القناع الذي يرتديه، قناع "الديمقراطية"، والليبرالية والحضارة الغربية الغارقة حتى أذنيها بالهمجية والتخلف والعنصرية.
رابعاً: إن مشهد الإفلاس الصهيوني الذي يقوم بتكرار تجارب الوحشية الاستعمارية والفاشيات الأوروبية ومن خلال مشاهد المجازر المروعة التي يرتكبها في قطاع غزة الحبيب، مثلُ كافٍ لما ألحقه بشعبنا وأمتنا عبر تاريخه من مجازر ومذابح.
خامساً: إننا على ثقة تامة بقدرة شعبنا العظيم وتصميمه الأسطوري، على محو وإزالة كل آثار ذلك الوعد القبيح، وما ترتب عليه من تداعيات، ما زال شعبنا يدفع أثمانها ويعاني من ويلاتها، وهو اليوم كما كان وسيظل على الدوام أكثر إصراراً وعزيمة، على مواصلة نضاله حتى استعادة كامل حقوقه الوطنية والتاريخية الثابتة، مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات.
سادساً: إننا نمتلك أسباب القوة، والمخزون الثوري الهائل، وبالرغم من عظم التضحيات وحصد آلة القتل والبطش والإجرام الصهيونية لأرواح الأطفال والنساء والشيوخ، فإننا وبكل شموخ وكبرياء نقول للإنسانية جمعاء أن هذا الظلم التاريخي لن يدوم وأن هذا الكيان المصطنع وبرغم هرولة الغرب الاستعماري والإمبريالي لإسناده ودعمه، لن يكون له بقاء على أرضنا.
سابعاً: لقد انطلق "طوفان الأقصى" ليكون طوفان التحرير الذي سيغرق هذه القاعدة العسكرية المتقدمة للإمبريالية في الشرق الاوسط، وعليه هرع قادة الاستعمار الجديد والقديم لحماية الكيان، منهم الوزير الأول لدولة الوعد المشؤوم "بريطانيا" حين نزل مع العتاد العسكري على حاملة الطائرات، ليذكرنا بتاريخ دولته القذر في زرع الكيان المزعوم، وأمام كل ذلك بات من المهم والضروري أن تتخذ القيادة الرسمية مواقف وإجراءات عملية تلتحم فيها مع شعبها، فالمواقف الهزيلة وأنصاف المواقف في هذه المحطة الفارقة من تاريخ شعبنا سيلعنها التاريخ والشعب ولن تغتفر.
ثامناً: لقد وجدت شعوب العالم قاطبة نفسها وجهاً إلى وجه، أمام لغة وإعلام وثقافة السيطرة الكولونيالية التي جعلت من الحلف المعادي، أكثر إمعاناً وصلفاً وإجراماً بإدانة الضحية وتشجيع القاتل على ارتكاب مذابح ومجازر، وتقدم له كل أشكال التغطية والدعم الإعلامي والسياسي والعسكري والاقتصادي، وأمام ذلك ندعو النظام العربي الرسمي لإتخاذ قرارات وخطوات عملية ترتقى لمستوى شلال الدماء الذي يسيل في فلسطين والإبادة الجماعية في غزة ، في ظل انكشاف الأقنعة وهذا الوضوح الجلي في طبيعة ودور هذا الكيان وداعميه، وهذا يتطلب من الأنظمة المطبعة إلغاء هذه الاتفاقيات وسحب السفراء العرب وطرد السفراء الصهاينة.
تاسعاً: إن الحكومة البريطانية مصممة على ما أقدمت عليه في 2 تشرين الثاني\نوفمبر عام 1917 وقبل 106 سنوات، في إصرار على تبني الجريمة ومعاندتها للحقيقة وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، بفعل شراكتها الكاملة في العدوان الصهيوني والمجازر وحرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا، ولكن شعبنا أعلنها وبكل وضوح أن مشهد النكبة والتهجير لن يتكرر مرة أخرى، وأكد بصموده وثباته رغم الدمار والركام وأطنان الصواريخ أنه يشكل صخرة يتحطم عليها مشروع التهجير المدعوم غربياً.
وعليه، فإننا ندعو جماهير شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، إلى تصعيد النضال والتحركات المنددة بالمواقف البريطانية والأمريكية الداعمة للعدوان، و تنظيم التظاهرات والمسيرات والاعتصامات ومحاصرة سفاراتهم ومصالحهم في كل أرجاء الدنيا خاصة أن أمريكا هي من تقود حرب الإبادة ضد شعبنا في القطاع الصامد، وبريطانيا صاحبة الوعد المشؤوم الذي شرَّع احتلال فلسطين، وكان سبباً رئيسياً في نكبة شعبها، لإنصاف السردية الفلسطينية الأصلية والحقيقية، وللضغط على الحكومة البريطانية المتغطرسة وإلزامها بالاعتراف بجريمتها التاريخية، والاعتذار لشعبنا عمّا إرتكبته بحقه من جرم تاريخي وحالي، وتحميلها مسؤولية كل ما ترتب عليها من مآسي وآلام بحق شعب فلسطين.
وأخيراً، ستظل المقاومة البطلة جذوة الحق المشتعلة لكنس الوعد المشؤوم، ولمحو آثاره ودحر الاحتلال وآلته العسكرية واستعادة كامل حقوقنا الوطنية المغتصبة، والتأسيس لإطلاق حملةٍ دوليةٍ كي لا يفلت جنرالاته من العقاب، ولعزل ومحاكمة الكيان على جرائمه التي لن تسقط بالتقادم، واستكمال النضال العالمي لإعادة القرار الأممي باعتبار الصهيونية حركة عنصرية، كما ونتوجه بالتحية لأبطال المقاومة الذين يلتحمون مع قوات الإحتلال ويسجلون المعجزات في تصديهم له ويسحقون جنوده على أطراف قطاع غزة، ولأسرانا البواسل الذين يتعرضون للتنكيل والبطش من قبل الإحتلال تعبيراً عن فشلهم وعجزهم وهزيمتهم على أيدى أبطال المقاومة ونقول لهم أن تحريرهم وتحطيم السجون بات أمراً واقعاً وعلى الأبواب.
ننحني خشوعاً أمام عظمة صمود شعبنا وتضحياته على أرض غزة الأبية وفي كل ساحات وميادين المواجهة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، لا سيما شهداء معركة طوفان الأقصى.
الشفاء العاجل للجرحى، الحرية للأسرى.
وإننا حتماً لمنتصرون.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دائرة الإعلام المركزي 1 تشرين
ثاني \ نوفمبر 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق