غزة التقاء جاريتين على ضفاف البرّ والبحر ترنوان إلى اليّم السحيق..
هي لقاء بين لونيْن لبحريْن يختنقان في المصبّ وفي المضيق..
هي قاطرة تجرُّ جرحاها بلا أنينٍ أو طنين..
هي إيقاع الرّوح يصعد كي يلامس ذاته كرؤوس غرقى تستغيث..
هي اِنحباس الروح في الجسد الخبيث..
هي دم الجريح لم يكفّٓ عن النزيف..
وهي صراخ تائه يأتي كحشرجة الغريق..
***
ويظل لونا البحر يمتزجان في عيون الجاريتين.
ويموت أيلولّ فيفوت تشرين منتحرا على أعتابه..
ويكرّ ذئبٌ على أعقابه
يا أيّها الربّان لا تتوقفوا عند المرافئ انها خدعة !
لأيلول مآلات مشت على آثارها انهيارات التجارب..
يا أيّها الربان قاوم نزوع الذات فيك إلى السّكينَـة،
وانشر شراعك نحو غيرٓ برّ الاستغاثة،
فالبرُّ بحرٌ حين تمخره السفينَـة..
واحذر امتزاج لونيْ الساحليْن عند التقاء الجاريتيْن وولائم الخليفة في المدينَــة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق