الجحيم الذي توعّد به زعيم الإمبرياليّة الأمريكيّة،الفاشي ترامب، الفلسطينيين تمّ فتحه منذ فجر هذا اليوم، وقد نفّذ الكيان الصّهيوني، الحارس الامين للإمبرياليّة الامريكيّة هذه المهمّة فأسفر اليوم الاوّل من هذا الجحيم عن سقوط أكثر من 400 شهيد ومئات الجرحى في قطاع غزّة المحتلّ. في الحقيقة لم تتوقّف حرب الإبادة الصهيو امريكيّة على قطاع غزة حيث واصل الاحتلال إطلاق نيرانه صوب الفلسطينيين العزّل طيلة فترة وقف إطلاق النّار، وإن كان ذلك بوتيرة أقلّ دمويّة، متنصّلا من كلّ الاتفاقيات التي ابرمت مع المقاومة الفلسطينيّة بعد مضيّ أكثرمن 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعيّة.
ويؤكّد فتح "الجحيم" الذي توعّد به ترامب الفلسطينيين وعودة الكيان الصهيوني إلى مواصلة حرب الإبادة بهذه القوّة، التي اعتادها الشعب الفلسطيني، أنّ الإمبرياليّة لا يمكنها ان تعيش دون شنّ الحروب هنا وهناك، فالحرب بالنسبة إليها هي طعامها اليوميّ الذي لا يمكن ان تتخلّى عنه. لذلك، تشنّ الإمبرياليّة الامريكيّة اليوم حربا على الشعب العربي في عدّة أقطار إمّا بشكل مباشر مثل اعتداءاتها الأخيرة على اليمن بالاستعانة بالإمبرياليّة البريطيّة المتواطئة معها والتي لا يمكنها ان ترفض أيّ طلب لليانكي الأمريكي، او بطريقة غير مباشرة بالاعتماد على حلفائها وحرّاسها في المنطقة مثل حرب الإبادة ضدّ الشعب العربي في فلسطين في الضفّة وفي غزّة واعتداءاته المتكرّرة وشبه اليوميّة على الأراضي السّوريّة وكذلك المذابح التي يقترفها النظام الغرهابي التكفيري من جهة اخرى في حقّ أبناء الشعب السوري الرّافضين لهذا الحكم وخاصّة مجازره الاخيرة في منطقة السّاحل ثمّ قصفه لمناطق لبنانية قرب الحدود بدعوى معاقبة حزب الله الذي قتلت عناصره ثلاثة جنود من قوات النظام التكفيري في سوريا حسب ادّعاءات هذه النّظام، مع انّ حزب اللّه قد أكّد عدم ضلوع عناصره في تلك الواقعة، إضافة إلى الحرب التي تشنّها الرّجعية التركية على شمال وشرق سوريا منذ سنوات. كما تصعّد الغمبرياليّة الأمريكيّة من خطابها الحربي ضدّ إيران مستعينة بالكيان الصّهيوني، ويبدو أنّهما يحضّران لهجوم قريب على هذا البلد عقابا له على دعمه لقوى المقاومة في المنطقة العربية.
إنّ الحروب الرّجعيّة التي تشنّها القوى الإمبرياليّة وفي مقدّمتها الإمبرياليّة الامريكيّة بالاستعانة بالكيان الصّهيوني المحتلّ وبالرّجعيات العربية والإقليمية لا تتوقّف، وحتّى إن توقّفت حرب هنا تندلع حرب هناك. وإذا كان الإمبرياليّون يعتبرون أنّ هذه الحروب ستجبر الشعوب على الاستسلام والمهادنة، فإنّهم مخطؤون، لأنّ تواصل الحروب لن يزيد هذه الشعوب إلاّ قناعة بأنّ لا سبيل لها لردع هذه القوى إلاّ بالمقاومة وإنّ مزيدا من الحروب لن يزيدها إلاّ مزيدا من المقاومة. ومع استمرار هذه الحروب ستهبّ هذه الشعوب ومنها الشعب العربي إلى الكفاح وتشنّ حروبا شعبيّة ثوريّة للقضاء على الحروب الرّجعيّة وعلى صانعيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق