قانون الشغل الجديد (عدد 16 / 2025) مكسب مهم بالنظر إلى تحريره جموعا واسعة من التونسيات والتونسيين الذين تم الاتّجار بهم من قبل شركات المناولة دون رحمة على مدى عشرات السنين وهو خطوة تنضاف إلى خطوات اجتماعية أخرى تم قطعها خلال المدة الأخيرة تخص انتداب الأساتذة النواب وحل معضلة عمال الحضائر وفتح الباب أمام تشغيل أصحاب شهادة الدكتورا وهناك خطوات اخرى في الطريق.
وما كان لذلك المكسب ان يتحقق لولا انتفاضة الشعب وهبته في 17 ديسمبر و25 جويلية..بل يمكن القول ان هذا المكسب تأخر عن وقته كثيرا بسبب اختراق الرجعية للانتفاضة وطمس جانبها الاجتماعي وتحويلها الى مجرد مباراة سياسية ليبرالية.
وقد أصبح ممكنا غداة الاختراق المضاد الكبير الذي بلغ أولا قصر قرطاج ثم ثانيا قصر باردو وفي الانتظار قصر القصبة وقصور الإعلام والثقافة فالاصلاح التشريعي لوحده لا يكفي وسيظل هشا اذا لم يترسخ في الاذهان بالإعلام والثقافة والتعليم وتونس قادرة على ذلك كله.
سيواجه القانون الجديد العراقيل عند التطبيق خاصة في القطاع الخاص حيث ستتجند البورجوازية الكمبرادورية ضده اما في القطاع الحكومي فستعمل البيروقراطية بكل قوتها لاجهاضه وهنا سيجد الشعب امامه ووراءه لحمايته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق