ردّا على التهديدات الأمريكية، الصين تعتبر تايوان مسألة داخلية وتحذّر الولايات المتحدة من التدخّل فيها. هذه التّصريحات من الجانب الصّيني جاءت بعد أيّام قليلة من تصريحات حادّة لوزير الدّفاع الامريكي اتّهم من خلالها الصّين بالسّعي لإحداث "انقلاب في آسيا" باستخدام القوّة العسكريّة. وقد اتّهمت الصّين دولة الفلبين بلعب دور متقدّم في تأجيج الاوضاع في منطقة جنوب آسيا وبحر الصين الجنوبي من خلال تحالفها العسكري والسياسي مع الإمبرياليّة الأمريكيّة.
يبدو من خلال التصريحات والتصريحات المضادّة أنّ لغة الحرب بدأت تأخذ مساحة أوسع من لغة الدبلوماسية بين القوّتين الأمريكية والصينية. ويُضاف هذا الصّراع السياسي-العسكري إلى الصّراع الاقتصادي وخاصّة التّجاري الذي تصاعد بين الصّين والولايات المتحدة في المدّة الاخيرة منذ تولّى ترامب الرّئاسة الامريكيّة حيث قام بالتّرفيع في نسبة الاداءات الجمركية المفروضة على البضائع الصّينيّة.ومن خلال تصاعد حدّة الخطاب السياسي تزداد المؤشّرات حول تحوّل الصّراعي الاقتصادي والسياسي إلى صراع سياسي إذا ما أقدمت إحدى القوّتين على عمل عسكريّ ما ضدّ القوّة الاخرى، فحينها ستشتعل منطقة آسيا والمحيطين الهادي والهندي ولا يقدر من يشعلها على إطفائها وستكون من نتائجها حصول تغيرات جيوسياسيّة كبيرة على مستوى الخارطة الجغراسياسية في العالم. تكون لها آثار كبيرة ليس فقط على القوّتيْن المتصارعتين بل ستمتدّ تأثيراتها إلى مختلف المناطق وخصوصا على مستوى المستعمرات وأشباه المستعمرات حيث قد يفتح لها مثل هذا الصّراع الباب امام الدّخول في موجة جديدة من موجات تحرّرها من الهيمنة الإمبرياليّة وخاصّة منها الأمريكيّة.
الاثنين، 2 يونيو 2025
تحذير صيني للولايات المتحدة الأمريكية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق