بعد مجازر الساحل السّوري، ومجازر السّويداء التي أقدمت على ارتكابها عصابات الجولاني المنتظمة في جيش الشّرع من خلال استنفار وتحشيد طوائف وعشائر معينة ضدّ طوائف أخرى تحت عنوان "محاربة فلول نظام الأسد"... يأتي الدّور الآن على الأكراد حيث يستعر القتال في دير الزّور والرقة والمناطق المجاورة لها بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة وجيش الشرع والعشائر التي أعلنت "النفير العام" ضد الأكراد من الجهة المقابلة.
القتال إلى حدّ الآن مازال مقتصرا على استعمال الأسلحة المتوسطة، لكن لا يمكن التكهّن بعدم تطوّره الى استعمال الأسلحة الثقيلة وهذا ما قد يؤدي الى سقوط ضحايا أكثر في هذه المعارك الطّائفيّة الجديدة.
الصّراعات الطّائفيّة لا يمكن أن تختفي في ظلّ الحكم باسم الدين بل إنّه يصنعها ويغذّيها، حيث يحلّ المذهب والطّائفة محلّ الشعب والوطن. وهذا ما يسرّع بتحقيق مشروع التقسيم الجغراسياسي المعدّ منذ سنوات لهذا البلد.
في ظلّ تأجيج الصّراعات الطّائفيّة يظلّ تراب الوطن مستباحا أمام الجيوش الأجنبيّة، فعسكر العدوّ الصّهيوني لا يتأخّر في توسيع مساحة احتلاله وتعزيز قواعده وبناء قواعد جديد وزيادة غاراته، والعسكر التركي أصبح الطّريق معبّدا والحدود مفتوحة أمامه على مصراعيها فيدخل ويخرج دون رقيب وحسيب و العسكر الأمريكي له العديد من القواعد وقد يتحل مستغلا حالة القتال الدّائر هذه الأيّام...
الاثنين، 18 أغسطس 2025
سوريا: الصّراع باسم الطّائفة يستعر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق