الأربعاء، 19 نوفمبر 2025

بيان للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفنزويلي


تزايد العدوان العسكري الأميركي وتعمق الأزمة السياسية الوطنية

   تُحذّر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفنزويلي- المنتخبة في المؤتمر الوطني السادس عشر المنعقد في نوفمبر 2022- شعوب العالم من التصعيد العسكري الخطير الذي تُطوّره الإمبريالية الأميركية في مياه البحر الكاريبي و منطقة شرق المحيط الهادئ، عبر انتشار غير مسبوق خلال العقود الأخيرة.

  ففي الأيام الأخيرة، حشدت الولايات المتحدة في المنطقة قوة هجومية هائلة: أكبر حاملة طائرات في العالم ، وحوالي 15 ألف جندي، وأكثر من عشرة بوارج حربية، وما لا يقل عن 10 طائرات مقاتلة من طراز F-35. وتحاول واشنطن تبرير هذا الوجود العسكري بالقول إنها تحارب الاتجار بالمخدرات. غير أن هذه السردية ليست سوى ستار دخاني يخفي هدفها الحقيقي: التدخل في الأزمة السياسية الفنزويلية لضمان مكاسب استراتيجية واقتصادية لرأس المال الأميركي.

   وهكذا يجب فهم التصريحات الأخيرة لوزير الحرب، بيت هيغسيث، الذي قال بغطرسة: "نصف الكرة الغربي هو حيّ أميركا وسنقوم بحمايته".

   لقد أثبت التاريخ أن الإمبريالية الأميركية تغيّر ذرائعها بحسب المرحلة: فعندما كان المعسكر الاشتراكي موجودًا، استخدمت «التهديد الشيوعي» لتبرير الانقلابات والغزو والعمليات السرية. وبعد أحداث 11 سبتمبر، أصبحت الذريعة هي «محاربة الإرهاب». واليوم توظّف «مكافحة المخدرات» لارتكاب إعدامات خارج نطاق القضاء في الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، أدّت حتى الآن إلى 83 شخصًا تم اغتيالهم بشكل موجز.

   ويضاف إلى ذلك التصريح الأخير لـ دونالد ترامب، الذي أكد أنه سمح لوكالة المخابرات المركزية (CIA) بالعمل داخل فنزويلا. وقد خلّفت العمليات السرية لهذه الوكالة الإمبريالية سجلًا طويلًا من الدم وعدم الاستقرار في القارة: من تمويل «الكونترا» في نيكاراغوا — بأموال قادمة من تجارة المخدرات — إلى التدخل في غواتيمالا وتشيلي والبرازيل، حيث رعت انقلابات، وأطلقت العنان لدكتاتوريات إجرامية، وانتهكت حقوق الإنسان بشكل منهجي.

   لقد روّج لهذا الهجوم العسكري أكثر قطاعات اليمين الفنزويلي رجعيةً، بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، في الوقت الذي كان فيه ردّ الحكومة غير الشرعية لـ نيكولاس مادورو هو تعميق القمع والسيطرة الاجتماعية عبر قوانين تنتهك بوضوح الدستور ودولة القانون. وبهذا يجد الشعب العامل نفسه محاصرًا بين مشروعين كليهما كارثي، وعلى أبواب وضع خطير من العنف الشامل.

   في حين تطرح ماريا كورينا ماتشادو تحويل فنزويلا إلى جيب تعدين–طاقي مصمّم لنهب الشركات العابرة للحدود — مما يحكم على الطبقة العاملة بالعيش على الفتات — يعرض نيكولاس مادورو «كل شيء» على ترامب مقابل أن يظلّ متشبثًا بالسلطة بشكل غير قانوني. فكلاهما يتصارعان على دعم أولئك الذين يهددون شعبنا.

   وأمام عسكرة منطقة الكاريبي، والتهديد الحقيقي لتدخل مباشر من الولايات المتحدة، والتضييق المتزايد على الحريات الديمقراطية داخل البلاد، يؤكد الحزب الشيوعي الفنزويلي من جديد أن الشعب الفنزويلي لا يجب أن يختار بين جلاديه. فلا خطة ماتشادو التدخلية والحربية ولا استبداد مادورو التابع يمثلان مخرجًا للوطن.

  ويدعو الحزب الشيوعي الفنزويلي الطبقة العاملة، والقوى الشعبية والديمقراطية الأصيلة، إلى التقدّم في بناء جبهة اجتماعية وسياسية واسعة تناضل من أجل الاستعادة الكاملة للدستور ولدولة القانون؛ واسترجاع الحقوق السياسية والاجتماعية والعمالية المنتهكة؛ والإفراج عن السياسيين والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنقابيين والصحفيين المعتقلين تعسفيًا؛ والدفاع عن السيادة الوطنية ضد أي تدخل إمبريالي؛ وتحقيق مخرج سياسي ديمقراطي للأزمة.

الهيئة العامة السابعة عشر للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفنزويلي

كاراكاس، 15 و16 نوفمبر 2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق