منذ يوم أمس الأربعاء،
19 ماي 2021 (اليوم العاشر من الحرب الصّهيونية-العربية)، تتداول وسائل الإعلام
بكثرة أنباءً حول قرب الوصول إلى اتّفاق حول وقف إطلاق النّار في فلسطين المحتلّة.
وتشير هذه الأنباء إلى أنّ موعد الشروع في تنفيذ هذا الاتفاق يرجّح أن يكون يوم
الجمعة 21 ماي، كما تشير إلى أنّ مبادرة الاتّفاق هذا تقوده مصر والولايات
المتّحدة.
ومن خلال هذه الأنباء، وهذه المعطيات، فإنّ الطّرفين الرّئيسييْن في هذا
الاتّفاق هما العدوّ الصّهيوني من جهة وحركة حماس من الجهة المقابلة. ومن المرجّح
أن يكون كلّ طرف قد جهّز شروطه للفوز سياسيّا بنتائج هذه الحرب مراكما الدّلائل
على انتصاره فيها من خلال ما انجزه خلال الأيّام السّابقة وما سينجزه في هذا اليوم
أو ما تبقّى منه لتحسين شروط التفاوض. وبعيدا عمّا سيتضمّنه الاتّفاق، فلا يستبعدُ
في خضمّ مراكمة هذه الشروط ان يخفت صوت إطلاق النّار خلال السّاعات المتبقيّة قبل
الشروع في تنفيذ وقف إطلاق النّار.
ومن الجانب الفلسطيني، وبما أنّ حركة حماس تمثّل الطرف الرئيسي في الاتفاق،
فإنّ شروطها من المنتظر أن لا تتجاوز الرّقعة الجغرافية لقطاع غزّة وإن تجاوزتها
فلن تتعدّى القدس الشرقية، أمّا بقيّة الأرض العربيّة المحتلّة فهي ليست في دائرة
حساباتها السياسيّة على الأقلّ في هذا الظّرف. وذلك لمزيد إحكام سيطرتها على
القطاع خصوصا في ظلّ التحوّلات الاخيرة داخل الساحة الفلسطينية والساحة العربية
والاقليمية. أمّا من الجانب المقابل، فإنّ لنتنياهو اجندات ترتبط أساسا بالواقع
السياسي وبموقعه فيه داخل الكيان الصهيوني من جهة وبمواقف القوى العالميّة من هذه
الحرب من جهة أخرى.