لقد وظّفت الامبريالية لبلوغ هذا الهدف رئيسيا اليمينين الديني والليبرالي ووجدت في خزائن إمارات الخليج أفضل تمويل وعندما لم تستطع بلوغ هدفها بالوسائل السلمية استعملت طائراتها وبوارجها ودبّاباتها فسقط مئات الآلاف من الشهداء العرب في أقطار عديدة ودُمِّرت مدن عربية على رؤوس أصحابها ولا تزال المعركة مستمرة لتنفيذ الخطة الأمريكية كاملة أو إفشالها و إلحاق الهزيمة بأصحابها.
و من هنا فإنّ الانخراط في الخطة الأمريكية بوعي أو بدونه سوف تكون نتائجه كارثية على المدى الاستراتيجي إذ سيجلب معه سنوات طويلة من القهر والعبودية والتقاتل المذهبي و الطائفي و لن يجني منه الكادحون غير العذاب والمآسي .
لهذه الاعتبارات نبّه حزب الكادحين إلى ضرورة الاتحاد على قاعدة الثورة ونبذ أوهام الديمقراطية الأمريكية وتركيز النظر على حل المعضلات الوطنية والاجتماعية والديمقراطية من موقع الشعب و مصالحه الإستراتيجية لا من موقع الحسابات الفئوية الضيقة التي لا يحركها إلا اللهث وراء فتات الموائد الامبريالية بحثا عن المغانم ولو كان ذلك على حساب الكادحين وآلامهم ومعاناتهم.
إنّ فهم الانتفاضة التونسية جزء من فهم الانتفاضات العربية كافة ومساهمة في استقصاء واستقراء الوضع العربي وتحديد علمي لمهمّــاته الثّــورية وهو ما لا يمكن أن يتم دون نقاش واسع وشامل، وعلى شتّى المنابر الثورية أن تفتح أبوابها ونوافذها أمام مثل هذا التحليل والنقاش الذي لا تفعل جريدة طريق الثورة أكثر من إثارة جزء من مواضيعه ومشكلاته وتقديم بعض المساهمات الأولية حوله فسيرورة الانتفاضة لم تنقطع والتحليل يجب أن يرافقها فلا حركة ثورية دون نظرية ثورية وسيظل تغيير الواقع في اتجاه التقدم مطلب الكادحين وحلمهم الدائم.
__________________
طريق الثّـــورة، جانفي 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق