السبت، 19 ديسمبر 2020

الانتفاضة وانتظارات الجمــاهير الكــادحة

  منذ أن اندلعت انتفاضة 17 ديسمبر المجيدة بدأت أحلام الجماهير الكادحة تكبر وطموحاتها تتعاظم خاصّة بعد هروب الجنرال

في 14-01-2011 واعتقد البعض أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشعب الذي روّى أبطاله من الشهداء والجرحى هذه الأرض بدمهم سيتحسّن و أنّ مشاكله المزمنة ستحل جذريا وخاصة الفقر والبطالة والمحسوبية، فتفانى المنتفضون بواسطة لجان الدفاع الشعبي في حماية الأحياء والقرى والأرياف وملاحقة المجرمين و القبض عليهم، وتصدّوا بصدورهم العارية لعصابات النهب والسلب التي تطوّر نشاطها في تلك الفترة مستغلّة الوضع الأمني الهشّ .

  لقد انهارت تلك الأحلام سريعا، فالنتائج الحاصلة على الأرض كانت بمثابة الصدمة التي ازداد وقعها قوّة من يوم لآخر فالشعار الذي رفعته هذه الجماهير منذ اندلاع الانتفاضة "التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق" كانت نتائجه عكسية إذ تضاعفت أعداد العاطلين عن العمل، فالنظام كان يتحدّث في سنة 2010 عن رقم لا يتجاوز 200 ألف عاطل عن العمل بينما أصبحنا اليوم أي سنة 2012 نتحدّث عن مليون عاطل حتّى أصبح البعض يتندّر بكون "الجزائر هي بلد المليون شهيد وتونس هي بلد المليون بطّال"، كما ارتفعت الأسعار بنسق سريع فاق كلّ التوقّعات وأثّر بصفة ملحوظة على المقدرة الشرائيّة للجماهير الكادحة باعتبار وأنّ الارتفاع الجنوني للأسعار مسّ بالأساس قوتها اليومي فالبطاطا مثلا والتي كان سعرها سنة 2010 يتراوح ما بين 350 و500 ملّيم وصل سعرها في ديسمبر 2012 إلى 1200 و1400 ملّيم، أمّا لحم الخروف الذي كان لا يتجاوز 12 دينارا سنة 2010 تجاوز سعره حاليا 20 دينارا للكيلوغرام ليصل إلى حدود 25 دينارا وسعر لتر الحليب الذي كان في حدود 920 مليما سنة 2010 وصل الآن 1500 مليّم في السوق السوداء، كما يتم بيعه بيعا مشروطا والقائمة طويلة جدا.

  و اليوم هناك طريقان أمام الشعب إما الاستسلام لهذا الوضع والخنوع أمام سياسة التجويع و النهب و الاستغلال و الانتحار الفردي و الجماعي والهجرة إلى الخارج أو مواصلة المقاومة حتى تحقيق شعارات الانتفاضة في التحرر والتشغيل والانتصار على الامبريالية وأعوانها و فتح أبواب تونس على المستقبل الذي تتحقق فيه الحرية للوطن والحكم للشعب والثروة للمنتجين .

_______________________

طريق الثورة، العدد 5، جانفي 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق