أطفال في أعمار الزّهور، يعضهم طلبة في الجامعات وبعضهم تلاميذ معاهد وآخرون ألقى بهم النّظام التعليمي والسياسات الاقتصادية والاجتماعيّة اللاشعبية خارج مقاعد الدّراسة... هؤلاء الأطفال مكانهم الطّبيعي مؤسسات التعليم يجدون انفسهم مقرفصين في مراكز الإيقاف وواقفين في المحاكم ثمّ قابعين في السّجون.. لا تهمة حقيقية لهم سوى أنّهم خرجوا ليلا من منازلهم.. او انّهم كتبوا بعض الكلمات على صفحاتهم في وسائل التّواصل الاجتماعي أو رسموا على حائط خرب بعض الصّور أو التقطوا بعض المشاهد التي أثارتهم في الشارع.. ليجدوا أنفسهم في قبضة أعوان أمن لا يميّزون بين هذا وذاك ويلقون عليهم تهما ويلصقون بهم جرائم لا قدرة لأعمارهم عليها بعد ان يشبعوهم بما شاؤوا من ألفاظ وعبارات شتم وضرب وركل وغيرها من فنون القمع..
هؤلاء الأطفال الذين نرى في عيونهم مستقبل هذا الوطن، يتعرّضون وهم في عمر الزّهور إلى كلّ هذه الممارسات وهذه الأشكال من المعاملة تحت عنوان "نجاوز قوانين البلاد".. وهم الذين حفظوا أناشيد حبّ الوطن في المدرسة، ماذا تراهم سيفهمون وما سيقرّرون لسنواتهم القادمة خصوصا بعد أن يقضّي بعضهم سنة او سنتين وربّما اكثر خلف القضبان.. تتزاحم الفرضيات في داخلي: سيهجرون الوطن، سيلعنون اليوم الذي حفظوا فيه "حماة الحمى" ويلعنون من درّسهم حبّ الوطن، البعض منهم قد يخرج منحرفا ومحترفا في عالم الجريمة، البعض الآخر ستغزوه عُقد الّذّنب والتكفير عن "السيّئات" ووو.. ولكنّي لا أقدر على التكهّن بمستقبل هؤلاء ولا بمستقبل هذا الوطن إذا ما استمرّ الامر على ما هو عليه لزمن غير قصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق