الأحد، 26 يونيو 2022

مجزرة بشريّة على سياج مليلية المغربية المحتلّة

   قُتل عشرات المهاجرين وسقط مئات آخرون جرحى في سياج مدينة مليلية المغربيّة المحتلّة من قبل إسبانيا، وذلك خلال قمعهم أثناء محاولتهم التسلّل إلى تلك المدينة يوم 24 جوان 2022. وقد تسبّب في حدوث هذه المجزرة البشريّة قوّات القمع للدولة المغربية ضدّ ما يربو عن 2000 شخص من المهاجرين القادمين من أقطار أفريقيّة مختلفة مستعملة آلتها الوحشيّة أثناء عمليّة ملاحقة المهاجرين وصدّهم ومن خلال العنف الذي مارسته ضدّهم عند احتجازهم.

   وقد توفي عدد من المهاجرين في الحين وتوفي كثيرون آخرون في وقت لاحق، نتيجة للإصابات الخطيرة التي لحقت بهم، ممّا جعل عدد القتلى يرتفع إلى 37.

   هذه المجزرة الرّهيبة جعلت الرّجعيّتين المغربيّة والإسبانيّة تتّفقان على وصف المهاجرين بـ مجموعة "منظمة تماما وعنيفة"، وأشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بـ "تعاون" الحكومة المغربية لتجنب "الاعتداء العنيف". وتحدّثت المصادر الرّسمية لهذه الرّجعيات ووسائل إعلامها عن الجرحى في صفوف القوات القمعية التابعة للدولة المغربيّة، وهي تساوي بين عنف المهاجرين من جهة، الذين اعتبرتهم مافيا منظّمة تنظّم غزوا، وبين عنف القوّات البوليسيّة للرجعية المغربية وقمعها الوحشي من الجهة المقابلة. إنّ كلّ ذلك يندرج ضمن حماية العلاقات الاستعماريّة بين الدّولتين من جهة أخرى.

   إنّ المجزرة الرّهيبة التي أقدمت على تنفيذها آلة القمع للدّولة المغربيّة يتنزّل ضمن تنفيذ القوانين الإمبرياليّة التي تخصّ تنظيم الهجرة بين المستعمرات من جهة والمراكز الاستعماريّة من جهة أخرى. وهي قوانين عنصريّة تقوم أساسا على ما يُعرف بـ"أمن الحدود" حيث لا تمتلك الدّول الرّأسماليّة أيّة حلول أخرى غير هذه القوانين التي تمنع هجرة من نهبت ثروتهم واستعبدتهم وفقّرتهم ونشرت بينهم الحروب والفتن. وهذه القوانين محكوم عليها بالفشل ولن تحلّ مشكل هجرة المفقّرين من شعوب المستعمرات خاصّة في أفريقيا. وإنّ القضاء على الهجرة "الممنوعة" لن يتحقّق ما لم يتمّ القضاء على الاستعمار بمختلف أشكاله القديمة والجديدة وما ينتجه من اضطهاد واستغلال وعلاقات استعمارية يحميها الحكّام الرّجعيّون في المستعمرات وأشباهها حفاظا على مصالحهم.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق