الأربعاء، 5 يوليو 2023

فلسطين تقاوم: ماذا خلّفت الحملة العسكرية الوحشية على جنين ؟

   انسحبت قوّات الاحتلال الصهيوني ليلة البارحة الثلاثاء 4 جويلية 2023 من مدينة جنين ومخيّمها بعد العمليّة العسكرية الوحشية التي نفّذتها طيلة يومين كامليْن. وقد شرعت الآليات الحربية البريّة في الانسحاب بينما ظلّت المروحيات العسكريّة تحلّق في سماء المنطقة قاصفة بنيرانها المقاومين الفلسطينيين الذين ظلّوا يمطرون القوات الصهيونية بوابل من الرّصاص.

   انتهت الحملة العسكرية الوحشية على مدينة جنين ومخيّمها والتي كان الهدف منها القضاء على الفدائيين الفلسطينيين وتهجير سكّان المخيّم وإخلاؤه من كلّ مظهر من مظاهر المقاومة.

   وقد أسفرت العمليّة العسكريّة للعدوّ الصهيوني عن استشهاد 12 فلسطينيا وجرح اكثر من مائة آخرين وخلال العدوان، أجبر نحو 3000 من السكّان على مغادرة منازلهم من جنين، كما قام الاحتلال بتدمير شوارع وأزقة المخيم بشكلٍ واسع. بينما قُتل أحد الجنود متأثّرا بجروحه التي أصيب بها جرّاء إطلاق الرّصاص من قبل الفدائيين الفلسطينيين، كما قام الفدائيون بإسقاط عدد من المسيّرات لجيش الاحتلال خلال اليوم الأوّل من الحملة العسكرية الوحشية.

   أمّا خارج جنين، وتزامنا مع هذه الحملة العسكريّة الوحشيّة، فقد نفّذ فدائيّ فلسطينيّ ظهر يوم الثلاثاء، عمليّة دهس وإطلاق رصاص في تل ابيب ادّت إلى إصابة عدد من المستوطنين. كما شهدت عدّة مناطق مواجهات بين قوّات الاحتلال والفلسطينيين وعمّ الإضراب العام كافّة مناطق الضفّة الغربيّة تخلّلته مسيرات ومظاهرات شعبيّة رافضة للاحتلال وجرائمه داعمة للمقاومة والمواجهة.

   أمّا على المستوى السياسي، فقد أبرزت هذه العملية العسكرية تكاتف القوى الفلسطينية المقاومة في التصدّي لقوات الاحتلال وآلياته العسكرية، بينما دعا رئيس السلطة الفلسطينية قادة الفصائل الفلسطينية إلى عقد اجتماع طارئ "لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية"، فهل تفتح هذه الدّعوة الطّريق في اتّجاه القطع مع النّهج السلمي/الاستسلامي/التفاوضي والعودة إلى طريق الكفاح المسلّح والحرب الشعبيّة الثورية التي بدونها لا يمكن تحرير الأرض وطرد الاستعمار. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق