30 أفريل 1975، شعب فيتنام الحرّ يحرّر مدينة سايغون (هوشي منه لاحقا) من حكم الإمبرياليين الأمريكيين وعملائهم ويهزم أعتى قوّة عسكريّة في العالم. إنّها إرادة الشعوب التي لا تُقهر !
ستظل حملة هو تشي منه في أفريل 1975 محفورة إلى الأبد في تاريخ كفاح الشعوب والأمم المضطهَدة لا شعب فيتنام فحسب، مؤكدة لهذه الشعوب والأمم عظمة حرب المقاومة التي خاضها الشعب الفيتنامي ضد الإمبرياليين الأمريكيين، مشجّلة لها العديد من الدروس النظرية والعملية القيمة.
كانت حملة هو تشي منه هي الأخيرة التي نفّذها جيش التحرير الجنوبي لفيتنام خلال الهجوم العام لربيع عام 1975 وحرب فيتنام. جرت العمليات العسكرية من 26 إلى 30 أفريل 1975 في سايغون (مدينة هو تشي منه حاليًا)، وكانت الأقصر زمنًا في حرب فيتنام (1954-1975)، مما أنهى المقاومة ضد الإمبرياليين الأمريكيين.
في 7 أفريل 1975، وقّع الجنرال فو نغوين جياب، سكرتير اللجنة العسكرية المركزية للحزب، برقية سرية حول الاستراتيجية العسكرية لحملة هو تشي منه: "أسرع، أسرع؛ أجرأ، أجرأ؛ استغلوا كل ساعة وكل دقيقة للاندفاع إلى ساحة المعركة لتحرير الجنوب؛ واصلوا القتال حتى النهاية وحققوا انتصارًا كاملاً".
في 14 أفريل 1975، قرر المكتب السياسي للحزب تغيير اسم حملة تحرير سايغون - جيا دينه إلى "حملة هو تشي منه".
هذا الانتصار الباهر أنهى 21 عامًا من حرب المقاومة ضد الإمبرياليين الأمريكيين وحقّق التوحيد الكامل للبلاد.
إنّ العبرة والفائدة من استذكار هذه المعركة يكمن في استخلاص الدّروس من الانتصار العظيم الذي حقّقه شعب فيتنام الصّامد على أعتى قوّة إمبريالية في العالم، وذلك بعد ان دحر الاستعمار الفرنسي قبل ذلك باعثا في الشعوب الواقعة تحت الهيمنة الاستعمارية أمل التحرّر من مضطهديها. وقد أكّد هذا الانتصار العظيم أنّ الصّراع بين اتلقوى الامبريالية وشعوب المستعمرات سينتهي بانتصار الشعوب رغم الفارق الكبير في العتاد العسكري ووسائل القتال بما أنّ المحدّد في مثل هذا الصّراع هو العنصر البشري/الإنسان لا السّلاح الذي يستعمله إذا ما توفّرت في هذا الإنسان إرادة التحرّر وإذا امتلك الوعي الوطني بضرورة طرد الاحتلال وبناء وطن مستقلّ تكون فيه السلطة للشعب المقاوم. لكن الانتصار في هذا الصّراع، كما بيّنته تجربة شعب فيتنام وكذلك الصّين يفرض ثلاثة شروط أساسيّة، وهي: توحيد قوى تلك الشعوب في جبهة وطنية مقاومة للاستعمار يقودها حزب شيوعيّ ثوريّ متسلّح بالماركسية اللينينية الماويّة والاعتماد على جيش تحرير شعبي/جيش الشعب الجديد يواجه الحرب الرجعية التي يشنّها الاستعمار وأعوانه بحرب شعبيّة ثوريّة طويلة الأمد.
إنّ درب الانتصار على الإمبرياليّة واضح وقد رسمه وخطه الشعب الفيتنامي وكذلك الشعب الصيني، وهذا الدّرب تسلكه اليوم عدد من الشعوب مثل الشعب الفلبيني والشعب الهندي بقيادة الحزبين الشيوعيين الماويين في البلديْن. وإنّه لا خيار أمام بقية الشعوب والأمم المضطهدة سوى السّير في هذا الدّرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق